Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 95, Ayat: 1-6)
Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
اختلف أهل التأويل في تأويل قوله : { وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ } فقال بعضهم : عُنِي بالتين : التين الذي يؤكل ، والزيتون : الزيتون الذي يُعْصر . ذكر من قال ذلك : حدثنا ابن بشار ، قال : ثنا روح ، قال : ثنا عوف ، عن الحسن ، في قول الله : { والتِّينِ والزَّيْتُونِ } قال : تينكم هذا الذي يؤكل ، وزيتونكم هذا الذي يُعصر . حدثني يعقوب بن إبراهيم ، قال : ثنا المعتمر بن سليمان ، قال : سمعت الحكم يحدّث ، عن عكرِمة ، قال : التين : هو التين ، والزيتون : الذي تأكلون . حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا يحيى بن واضح ، قال : ثنا الحسين ، عن يزيد ، عن عكرِمة { وَالتِّينِ والزَّيْتُونِ } قال : تينكم وزيتونكم . حدثني يعقوب ، قال : ثنا ابن عُلَية ، عن أبي رجاء ، قال : سُئل عكرِمة عن قوله : { وَالتِّينِ والزَّيْتُونِ } قال : التين تينكم هذا ، والزيتون : زيتونكم هذا . حدثنا ابن بشار ، قال : ثنا مؤمل ، قال : ثنا سفيان ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، في قوله : { وَالتِّينِ والزَّيْتُونِ } قال : التين الذي يُؤكل ، والزيتون : الذي يعصر . حدثنا ابن بشار ، قال : ثنا عبد الرحمن ، قال : ثنا سفيان ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، مثله . حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا مهران وحدثنا أبو كريب ، قال : ثنا وكيع ، جميعاً عن سفيان ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، مثله . حدثني محمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى وحدثني الحارث ، قال : ثنا الحسن ، قال : ثنا ورقاء ، جميعاً عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، في قول الله { وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ } قال : الفاكهة التي تأكل الناس . حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا مهران ، عن سلام بن سليم ، عن خَصِيف ، عن مجاهد { وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ } قال : هو تينكم وزيتونكم . حدثنا ابن بشار ، قال : ثنا مؤمل ، قال : ثنا سفيان ، عن حماد ، عن إبراهيم ، في قوله : { وَالتِّينِ والزَّيْتُونِ } قال : التين الذي يؤكل ، والزيتون الذي يُعصر . حدثنا بن عبد الأعلى ، قال : ثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن الكلبيّ { التِّينِ والزَّيْتُونِ } هو الذي ترون . حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قَتادة ، قال : قال الحسن ، في قوله : { وَالتِّينِ والزَّيْتُونِ } : التين تينكم ، والزيتون زيتونكم هذا . وقال آخرون : التين : مسجد دمشق ، والزيتون : بيت المقدس . ذكر من قال ذلك : حدثنا ابن بشار ، قال : ثنا رَوْح ، قال : ثنا عوف ، عن يزيد أبي عبد الله ، عن كعب أنه قال في قول الله : { وَالتِّينِ والزَّيْتُونِ } قال : التين : مسجد دمشق ، والزيتون : بيت المقدس . حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : ثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن قتادة ، في قوله : { والتِّينِ } قال : الجبل الذي عليه دمشق { والزَّيْتُونِ } : الذي عليه بيت المقدس . حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة { وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ } ذُكر لنا أن التين الجبل الذي عليه دمشق ، والزيتون : الذي عليه بيت المقدس . حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، وسألته عن قول الله : { وَالتِّينِ والزَّيْتُونِ } قال : التين : مسجد دمشق ، والزيتون ، مسجد إيلياء . حدثنا أبو كُرَيب ، قال : ثنا وكيع ، عن أبي بكر ، عن عكِرمة { وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ } قال : هم جبلان . وقال آخرون : التين : مسجد نوح ، والزيتون : مسجد بيت المقدس . ذكر من قال ذلك : حدثني محمد بن سعد ، قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس ، قوله : { وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ } يعني مجسد نوح الذي بني على الجُودِيّ ، والزيتون : بيت المقدس قال : ويقال : التين والزيتون وطور سينين : ثلاثة مساجد بالشام . والصواب من القول في ذلك عندنا : قول من قال : التين : هو التين الذي يُؤكل ، والزيتون : هو الزيتون الذي يُعصر منه الزيت ، لأن ذلك هو المعروف عند العرب ، ولا يُعرف جبل يسمى تيناً ، ولا جبل يقال له زيتون ، إلاَّ أن يقول قائل : أقسم ربنا جلّ ثناؤه بالتين والزيتون . والمراد من الكلام : القسمَ بمنابت التين ، ومنابت الزيتون ، فيكون ذلك مذهباً ، وإن لم يكن على صحة ذلك أنه كذلك ، دلالة في ظاهر التنزيل ، ولا من قول من لا يجوِّز خلافه ، لأن دمشق بها منابت التين ، وبيت المقدس منابت الزيتون . وقوله : { وَطُورِ سِينِينَ } اختلف أهل التأويل في تأويله ، فقال بعضهم : هو جبل موسى بن عمران صلوات الله وسلامه عليه ومسجده . ذكر من قال ذلك : حدثنا ابن بشار ، قال : ثنا معاذ بن هشام ، قال : ثني أبي ، عن قتادة ، عن قزعة ، قال : قلت لابن عمر : إني أريد أن آتي بيت المقدس { وَطُورِ سِينِينَ } فقال : لا تأت طور سينين ، ما تريدون أن تدعوا أثر نبيّ إلاَّ وطئتموه . قال قتادة { وَطُورِ سِينِينَ } : مسجد موسى صلى الله عليه وسلم . حدثنا ابن بشار ، قال : ثنا روح ، قال : ثنا عوف ، عن الحسن ، في قوله : { وَطُورِ سِينِينَ } قال : جبل موسى . قال : ثنا عوف ، عن يزيد أبي عبدالله ، عن كعب ، في قوله : { وَطُورِ سِينِينَ } قال : جبل موسى صلى الله عليه وسلم . حدثني محمد بن سعد ، قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس { وَطُورِ سِينِينَ } قال : هو الطُّور . حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، في قوله : { وَطُورِ سِينِينَ } قال : مسجد الطور . وقال آخرون : الطُّور : هو كلّ جبل يُنْبِتُ . وقوله { سِينِينَ } : حسن . ذكر من قال ذلك : حدثنا عمران بن موسى القزّاز ، قال : ثنا عبد الوارث بن سعيد ، قال : ثنا عمارة ، عن عكرِمة ، في قوله : { وَطُورِ سِينِينَ } قال : هو الحسن ، وهي لغة الحبشة ، يقولون للشيء الحسن : سِينا سِينا . حدثنا يعقوب بن إبراهيم ، قال : ثنا ابن عُلَية ، عن أبي رجاء ، قال : سُئل عكرِمة ، عن قوله { وَطُورِ سِينِينَ } قال : طُور : جبل ، وسِينين : حَسَنٌ بالحبشية . حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا الصباح بن محارب ، عن سفيان ، عن أبي إسحاق ، عن عمرو بن ميمون ، قال : صليت خلف عمر بن الخطاب رضي الله عنه المغرب ، فقرأ في أوّل ركعة { وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ وطُورِ سِينِينَ } قال : هو جبل . حدثني يعقوب ، قال : ثنا المعتمر ، قال : سمعت الحكم يحدّث ، عن عكرِمة { وَطُورِ سِينِينَ } قال : سواء عليّ نبات السهل والجبل . حدثنا ابن بشار ، قال : ثنا عبد الرحمن ، قال : ثنا سفيان ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد { وَطُورِ سِينِينَ } قال : الجبل . حدثنا ابن بشار ، قال : ثنا مُؤَمّل ، قال : ثنا سفيان ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد { وَطُورِ سِينِينَ } : جبل . حدثنا أبو كريب ، قال : ثنا وكيع ، عن سفيان ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، مثله . حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا مِهْران ، عن سفيان ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد { وَطُورِ سِينِينَ } الجبل . حدثنا أبو كريب ، قال : ثنا وكيع ، عن النضر ، عن عكرِمة ، قال : الطور : الجبل ، والسينين : الحسن ، كما ينبت في السهل ، كذلك ينبت في الجبل . حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : ثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن الكلبيّ ، أما { وَطُورِ سِينِينَ } فهو الجبل ذو الشجر . وقال آخرون : هو الجبل ، وقالوا : سينين : مبارك حسن . ذكر من قال ذلك : حدثني محمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى وحدثني الحارث ، قال : ثنا الحسن ، قال : ثنا ورقاء ، جميعاً عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد { وَطُورِ } : الجبل { وسِينِينَ } قال : المبارك . حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة { وَطُورِ سِينِينَ } قال : جبل مبارك بالشام . حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : ثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن قتادة { وَطُورِ سِينِينَ } قال : جبل بالشام ، مُبارك حسن . وأولى الأقوال في ذلك بالصواب : قول من قال : طور سينين : جبل معروف ، لأن الطور هو الجبل ذو النبات ، فإضافته إلى سينين تعريف له ، ولو كان نعتاً للطور ، كما قال من قال معناه حسن أو مبارك ، لكان الطور منوّناً ، وذلك أن الشيء لا يُضاف إلى نعته ، لغير علة تدعو إلى ذلك . وقوله : { وَهَذَا الْبَلَدِ الأمِينِ } يقول : وهذا البلد الآمن من أعدائه أن يحاربوا أهله ، أو يغزوهم . وقيل : الأمين ، ومعناه : الآمن ، كما قال الشاعر : @ ألمْ تَعْلَمِي يا أسْمَ ويَحَكِ أنَّنِي حَلَفْتُ يَمِيناً لا أخُونُ أمِيني @@ يريد : آمني ، وهذا كما قال جلّ ثناؤه : { أوَ لَمْ يَرَوْا أنَّا جَعَلْنا حَرَماً آمِناً وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ } وإنما عُنِي بقوله : { وَهَذَا الْبَلَدِ الأمِينِ } : مكة . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك : حدثني محمد بن سعد ، قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس ، قوله : { وَهَذَا الْبَلَدِ الأمِينِ } قال : مكة . حدثنا ابن بشار ، قال : ثنا رَوْح ، قال : ثنا عوف ، عن يزيد أبي عبد الله ، عن كعب ، في قول الله { وَهَذَا الْبَلَدِ الأمِينِ } قال : البلد الحرام . حدثنا ابن بشار ، قال : ثنا رَوْح ، قال : ثنا عوف ، عن الحسن ، في قوله { وَهَذَا الْبَلَدِ الأمِينِ } قال : البلد الحرام . قال : ثنا عبد الرحمن ، قال : ثنا سفيان وحدثنا ابن حميد ، قال : ثنا مهران ، عن سفيان وحدثنا أبو كُريب ، قال : ثنا وكيع ، عن سفيان ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد { وَهَذَا الْبَلَدِ الأمِينِ } قال مكة . حدثنا ابن بشار ، قال : ثنا مؤمل ، عن سفيان ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، مثله . حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا مهران ، عن سَلاّم بن سليم ، عن خَصِيف ، عن مجاهد : { وَهَذَا الْبَلَدِ الأمِينِ } : مكة . حدثني يعقوب ، قال : ثنا المعتمر ، قال : سمعت الحكم يحدّث عن عكرِمة { وَهَذَا الْبَلَدِ الأمِينِ } : قال : البلد الحرام . قال : ثنا ابن عُلَية ، عن أبي رجاء ، قال : سُئل عكرِمة ، عن قوله { وَهَذَا الْبَلَدِ الأمِينِ } قال : مكة . حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة { وَهَذَا الْبَلَدِ الأمِينِ } يعني : مكة . حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، في قوله : { وَهَذَا الْبَلَدِ الأمِينِ } قال : المسجد الحرام . حدثنا ابن بشار ، قال : ثنا مُؤَمّل ، قال : ثنا سفيان ، عن حماد ، عن إبراهيم { وَهَذَا الْبَلَدِ الأمِينِ } : مكة . وقوله : { لَقَدْ خَلَقْنا الإنْسانَ فِي أحْسَنِ تَقْوِيمٍ } وهذا جواب القسم ، يقول تعالى ذكره : والتين والزيتون ، لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك : حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، قال : وقع القسم هاهنا { لَقَدْ خَلَقْنا الإنْسانَ فِي أحْسَنِ تَقْوِيمٍ } … اختلف أهل التأويل في تأويل قوله { لَقَدْ خَلَقْنا الإنْسانَ فِي أحْسَنِ تَقْوِيمٍ } فقال بعضهم : معناه : في أعدل خلق ، وأحسن صورة . ذكر من قال ذلك : حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا حكام ، عن عمرو ، عن عاصم ، عن أبي رَزِين ، عن ابن عباس { فِي أحْسَنِ تَقْوِيمٍ } قال : في أعدل خلق . حدثنا ابن بشار ، قال : ثنا مؤمل ، قال : ثنا سفيان ، عن حماد ، عن إبراهيم { لَقَدْ خَلَقْنا الإنْسانَ في أحْسَنِ تَقْوِيمٍ } قال : في أحسن صورة . قال : ثنا عبد الرحمن ، قال : ثنا سفيان ، عن حماد ، عن إبراهيم ، مثله . حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا مهران ، عن سفيان ، عن حماد ، عن إبراهيم { فِي أحْسَنِ تَقْوِيمٍ } قال : خَلْقٍ . حدثنا أبو كريب ، قال : ثنا وكيع ، عن سفيان ، عن حماد ، عن إبراهيم { لَقَدْ خَلَقْنا الإنْسانَ فِي أحْسَنِ تَقْوِيمٍ } قال : في أحسن صورة . حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا مهران ، عن أبي جعفر ، عن الربيع ، عن أبي العالية { فِي أحْسَنِ تَقْوِيمٍ } يقول : في أحسن صورة . حدثنا ابن بشار ، قال : ثنا مؤمل ، قال : ثنا سفيان ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد { فِي أحْسَنِ تَقْوِيمٍ } : في أحسن صورة . حدثنا أبو كُرَيب ، قال : ثنا وكيع ، عن سفيان ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد { لَقَدْ خَلَقْنا الإنْسانَ فِي أحْسَنِ تَقْوِيمٍ } قال : أحسن خَلْق . حدثني محمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى وحدثني الحارث ، قال : ثنا الحسن ، قال : ثنا ورقاء ، جميعاً عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، قوله { فِي أحْسَنِ تَقْوِيمٍ } قال : في أحسن خلق . حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة { فِي أحْسَنِ تَقْوِيمٍ } يقول : في أحسن صورة . حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : ثنا ابن ثور ، عن مَعْمر ، عن قتادة ، هو والكلبيّ { فِي أحْسَنِ تَقْوِيمٍ } قالا : في أحسن صورة . وقال آخرون : بل معنى ذلك : لقد خلقنا الإنسان ، فبلغنا به استواء شبابه وجَلَدِه وقوّته ، وهو أحسن ما يكون ، وأعدل ما يكون وأقومه . ذكر من قال ذلك : حدثني يعقوب ، قال : ثنا المعتمر ، قال : سمعت الحكم يحدّث ، عن عكرِمة ، في قوله : { لَقَدْ خَلَقْنا الإنْسانَ فِي أحْسَن تَقْوِيمٍ } قال : الشاب القويّ الجَلْد . حدثني محمد بن سعد ، قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس { لَقَدْ خَلَقْنا الإنْسانَ فِي أحْسَنِ تَقْوِيمٍ } قال : شبابه أوّل ما نشأ . وقال آخرون : قيل ذلك لأنه ليس شيء من الحيوان إلاَّ وهو منكبّ على وجهه غير الإنسان . ذكر من قال ذلك : حدثنا محمد بن المثنى ، قال : ثنا ابن أبي عديّ ، عن داود ، عن عكرِمة ، عن ابن عباس { لَقَدْ خَلَقْنا الإنْسانَ فِي أحْسَنِ تَقْوِيمٍ } قال : خلق كلّ شيء منكباً على وجهه ، إلاَّ الإنسان . وأولى الأقوال في ذلك بالصواب : أن يقال : إن معنى ذلك : لقد خلقنا الإنسان في أحسن صورة وأعدلها لأن قوله : { أحْسَنِ تَقْوِيمٍ } إنما هو نعت لمحذوف ، وهو في تقويم أحسن تقويم ، فكأنه قيل : لقد خلقناه في تقويم أحسن تقويم . وقوله : { ثُمَّ رَدَدْناهُ أسْفَلَ سافِلِينَ } اختلف أهل التأويل في تأويل ذلك ، فقال بعضهم : معنى ذلك : ثم رددناه إلى أرذل العمر . ذكر من قال ذلك : حدثنا ابن المثنى ، قال : ثنا ابن أبي عديّ ، عن داود ، عن عكرِمة ، عن ابن عباس { ثُمَّ رَدَدْناهُ أسْفَلَ سافِلِينَ } قال : إلى أرذل العمر . حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا حكام بن سلم ، عن عمرو ، عن عاصم ، عن أبي رزين ، عن ابن عباس { ثُمَّ رَدَدْناهُ أسْفَلَ سافِلِينَ } قال : إلى أرذل العمر . حدثني محمد بن سعد ، قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس { ثُمَّ رَدَدْناهُ أسْفَلَ سافِلِينَ } يقول : يردّ إلى أرذل العمر ، كبر حتى ذهب عقله ، وهم نفر رُدّوا إلى أرذل العمر على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فسُئل رسول الله صلى الله عليه وسلم حين سفهت عقولهم ، فأنزل الله عذرهم أن لهم أجرهم الذي عملوا قبل أن تذهب عقولهم . حدثني يعقوب ، قال : ثنا ابن عُلَية ، عن أبي رجاء ، قال : سُئل عكرِمة ، عن قوله : { ثُمَّ رَدَدْناهُ أسْفَلَ سافِلِينَ } قال : ردّوا إلى أرذل العمر . حدثنا ابن بشار ، قال : ثنا مؤمل وعبد الرحمن ، قالا : ثنا سفيان ، عن حماد ، عن إبراهيم ، في قوله : { ثُمَّ رَدَدْناهُ أسْفَلَ سافِلِينَ } : قال : إلى أرذل العمر . حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا مهران ، عن سفيان ، عن حماد ، عن إبراهيم ، مثله . حدثنا أبو كريب ، قال : ثنا وكيع ، عن سفيان ، عن حماد ، عن إبراهيم ، مثله . حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : ثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن قتادة { ثُمَّ رَدَدْناهُ أسْفلَ سافِلِينَ } قال : رددناه إلى الهَرَم . حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، قال : الهَرَم . حدثني يعقوب ، قال : ثنا المعتمر ، قال : سمعت الحكم يحدّث ، عن عكرِمة { ثُمَّ رَدَدْناهُ أسْفَلَ سافِلِينَ } قال : الشيخ الهَرِم ، لم يضرّه كبرُه إن ختم الله له بأحسن ما كان يعمل . وقال آخرون : بل معنى ذلك : ثم رددناه إلى النار في أقبح صورة . ذكر من قال ذلك : حدثنا أبو كُرَيب ، قال : ثنا وكيع ، عن أبي جعفر الرازيّ ، عن الربيع بن أنس ، عن أبي العالية { ثُمَّ رَدَدْناهُ أسْفَلَ سافِلِينَ } قال : في شر صورة في صورة خنزير . حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا مهران ، عن سفيان ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد { ثُمَّ رَدَدْناهُ أسْفَلَ سافِلِينَ } قال : النار . حدثنا أبو كُرَيب ، قال : ثنا وكيع ، عن سفيان ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، قال : إلى النار . حدثنا ابن بشار ، قال : ثنا عبد الرحمن ، قال : ثنا سفيان ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، قال : في النار . قال : ثنا مؤمل ، قال : ثنا سفيان ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد قال : إلى النار . حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة { ثُمَّ رَدَدْناهُ أسْفَلَ سافِلِينَ } قال : قال الحسن : جهنم مأواه . حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : ثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن قتادة ، قال : قال الحسن ، في قوله : { ثُمَّ رَدَدْناهُ أسْفَلَ سافِلِينَ } قال : في النار . حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، في قوله : { ثُمَّ رَدَدْناهُ أسْفَلَ سافِلِينَ } قال : إلى النار . وأولى الأقوال في ذلك عندي بالصحة ، وأشبهها بتأويل الآية ، قول من قال : معناه : ثم رددناه إلى أرذل العمر ، إلى عمر الخَرْفَى ، الذين ذهبت عقولهم من الهَرَم والكِبر ، فهو في أسفل من سفل : في إدبار العمر وذهاب العقل . وإنما قلنا : هذا القول أولى بالصواب في ذلك : لأن الله تعالى ذكره ، أخبر عن خلقه ابن آدم ، وتصريفه في الأحوال ، احتجاجاً بذلك على مُنكري قُدرته على البعث بعد الموت . ألا ترى أنه يقول : { فَمَا يُكَذِّبُكَ بَعْدُ بالدِّينِ } يعني : بعد هذه الحُجَج . ومحال أن يحتجّ على قوم كانوا مُنكرين معنى من المعاني ، بما كانوا له مُنكرين . وإنما الحجة على كلّ قوم بما لا يقدرون على دفعه ، مما يعاينونه ويحسُّونه ، أو يقرّون به ، وإن لم يكونوا له مُحِسّين . وإذْ كان ذلك كذلك ، وكان القوم للنار التي كان الله يتوعدهم بها في الآخرة مُنكرين ، وكانوا لأهل الهَرَم والخَرَف من بعد الشباب والجَلَد شاهدين ، عُلِم أنه إنما احتجّ عليهم بما كانوا له مُعاينين ، من تصريفه خلقه ، ونقله إياهم من حال التقويم الحسن والشباب والجلد ، إلى الهَرَم والضعف وفناء العمر ، وحدوث الخَرَف . وقوله : { إلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وعَمِلُوا الصَّالِحاتِ } اختلف أهل التأويل في معنى هذا الاستثناء ، فقال بعضهم : هو استثناء صحيح من قوله { ثُمَّ رَدَدْناهُ أسْفَلَ سافِلِينَ } قالوا : وإنما جاز استثناء الذين آمنوا وعملوا الصالحات ، وهم جمع ، من الهاء في قوله { ثُمَّ رَدَدْناهُ } وهي كناية الإنسان ، والإنسان في لفظ واحد ، لأن الإنسان وإن كان في لفظ واحد ، فإنه في معنى الجمع ، لأنه بمعنى الجنس ، كما قيل : { وَالْعَصْرِ إنَّ الإنْسانَ لَفِي خُسْرٍ } قالوا : وكذلك جاز أن يقال : { ثُمَّ رَدَدْناهُ أسْفَلَ سافِلِينَ } فيضاف أفعل إلى جماعة ، وقالوا : ولو كان مقصوداً به قصدُ واحد بعينه ، لم يجز ذلك ، كما لا يُقال : هذا أفضل قائمين ، ولكن يقال : هذا أفضل قائم ذكر من قال ذلك : حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا حكام ، عن سعيد بن سابق ، عن عاصم الأحول ، عن عكرمة ، قال : كان يقال : من قرأ القرآن لم يُردّ إلى أرذل العمر ، ثم قرأ : { لَقَدْ خَلَقْنا الإنْسانَ فِي أحْسَن تَقْوِيمٍ ثُمَّ رَدَدْناهُ أسْفَلَ سافِلِينَ إلا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ } قال : لا يكونُ حتى لا يعلَم من بعد علم شيئاً . فعلى هذا التأويل قوله : { ثُمَّ رَدَدْناهُ أسْفَلَ سافِلِينَ } لخاصّ من الناس ، غير داخل فيهم الذين آمنوا وعملوا الصالحات ، لأنه مستثنى منهم . وقال آخرون : بل الذين آمنوا وعملوا الصالحات قد يدخلون في الذين رُدّوا إلى أَسْفَل سافلين ، لأن أرذْل العُمر قد يردّ إليه المؤمن والكافر . قالوا : وإنما استثنى قوله : { إلاَّ الَّذِين آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ } من معنى مضمر في قوله : { ثُمَّ رَدَدْناهُ أسْفَلَ سافِلِينَ } قالوا : ومعناه : ثم رددناه أسفل سافلين ، فذهبت عقولهم وخَرِفوا ، وانقطعت أعمالهم ، فلم تثبت لهم بعد ذلك حسنة . { إلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعمِلُوا الصَّالِحاتِ } فإن الذي كانوا يعملونه من الخير ، في حال صحة عقولهم ، وسلامة أبدانهم ، جارٍ لهم بعد هَرَمهم وخَرَفهم . وقد يُحتمل أن يكون قوله : { إلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعمِلُوا الصَّالِحاتِ } استثناء منقطعاً ، لأنه يحسن أن يقال : ثم رددناه أسفل سافلين ، إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات ، لهم أجر غير ممنون ، بعد أن يردّ أسفل سافلين . ذكر من قال معنى هذا القول : حدثنا ابن المثنى ، قال : ثنا ابن أبي عديّ ، عن داود ، عن عكرِمة ، عن ابن عباس { إلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعمِلُوا الصَّالِحاتِ فَلَهُمْ أجْرٌ غَيرُ مَمْنُونِ } قال : فأيُّما رجل كان يعمل عملاً صالحاً وهو قويّ شاب ، فعجز عنه ، جرى له أجر ذلك العمل حتى يموت . حدثني محمد بن سعد ، قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس : { إلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ فَلَهُمْ أجْرٌ غَيرُ مَمْنُونٍ } يقول : إذا كان يعمل بطاعة الله في شبيبته كلها ، ثم كبر حتى ذهب عقله ، كُتب له مثل عمله الصالح ، الذي كان يعمل في شبيبته ، ولم يُؤاخذ بشيء مما عمل في كبره ، وذهاب عقله ، من أجل أنه مؤمن ، وكان يطيع الله في شبيبته . حدثنا ابن بشار ، قال : ثنا مؤمل ، قال : ثنا سفيان ، عن حماد ، عن إبراهيم ، في قوله : { ثُمَّ رَدَدْناهُ أسْفَلَ سافِلِينَ } قال : إلى أرذل العمر ، فإذا بلغ المؤمن إلى أرذل العمر ، كُتِب له كأحسن ما كان يعمل في شبابه وصحته ، فهو قوله : { فَلَهُمْ أجْرٌ غَيرُ مَمْنُونٍ } . حدثنا ابن بشار ، قال : ثنا عبد الرحمن ، قال : ثنا سفيان ، عن حماد ، عن إبراهيم { ثُمَّ ردَدْناهُ أسْفَلَ سافِلِينَ إلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ } فإنه يكتب له من الأجر ، مثل ما كان يعمل في الصحة . حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا مهران ، عن سفيان ، عن حماد بن أبي سليمان ، عن إبراهيم ، مثله . حدثنا أبو كُرَيب ، قال : ثنا وكيع ، عن سفيان ، عن حماد ، عن إبراهيم { إلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ } قال : إذا بلغ من الكبر ما يعجز عن العمل ، كُتب له ما كان يعمل . وقال آخرون : بل معنى ذلك : { إلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ } فإنه يُكتب لهم حسناتهم . ويُتجاوز لهم عن سيئاتهم . ذكر من قال ذلك : حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا حكام ، عن عمرو ، عن عاصم ، عن أبي رَزِين ، عن ابن عباس { ثُمَّ رَدَدْناهُ أسْفَلَ سافِلِينَ إلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ } قال : هم الذين أدركهم الكِبرَ ، لا يؤاخذون بعمل عملوه في كبرهم ، وهم هَرْمَى لا يعقلون . حدثني يعقوب ، قال : ثنا ابن عُلَية ، عن أبي رجاء ، قال : سُئل عكِرمة ، عن قوله : { إلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ فَلَهُمْ أجْرٌ غَيرُ مَمْنُونٍ } قال : يوفيه الله أجره أو عمله ، ولا يؤاخذه إذا رُدّ إلى أرذل العمر . حدثني يعقوب ، قال : ثنا المعتمر بن سليمان ، قال : سمعت الحكم يحدّث ، عن عكرِمة { ثُمَّ رَدَدْناهُ أسْفَلَ سافِلِينَ إلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ } قال : الشيخ الهَرِم لم يضرّه كبره إن ختم الله له بأحسن ما كان يعمل . حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : ثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن قتادة { إلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ } قال : من أدركه الهرم ، وكان يعمل صالحاً ، كان له مثل أجره إذا كان يعمل . وقال آخرون : بل معنى ذلك : ثم رددناه أسفل سافلين في جهنم ، إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات ، فلهم أجر غير ممنون ، فعلى هذا التأويل : إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات مستثَنون من الهاء في قوله : { ثُمَّ رَدَدْناهُ } ، وجاز استثناؤهم منها إذ كانت كناية للإنسان ، وهو بمعنى الجمع ، كما قال : { إنَّ الإنْسانَ لَفِي خُسْرٍ إلاَّ الَّذِين آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ } ذكر من قال ذلك : حدثني محمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى وحدثني الحارث ، قال : ثنا الحسن ، قال : ثنا ورقاء ، جميعاً عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد { ثُمَّ رَدَدْناهُ أسْفَلَ سافِلِينَ إلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا } : إلا من آمن . حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : ثنا ابن ثور ، عن معمر ، قال : قال الحسن ، في قوله : { ثُمَّ رَدَدْناهُ أسْفَلَ سافِلِينَ } : في النار { إلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ } قال الحسن : هي كقوله : { وَالْعَصْر إنَّ الإنْسانَ لَفِي خُسْرٍ إلا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ } وأولى الأقوال في ذلك عندنا بالصحة ، قول من قال : معناه : ثم رددناه إلى أرذل العمر ، إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات في حال صحتهم وشبابهم ، فلهم أجر غير ممنون بعد هَرَمهم ، كهيئة ما كان لهم من ذلك على أعمالهم ، في حال ما كانوا يعملون وهم أقوياء على العمل . وإنما قلنا ذلك أولى بالصحة لما وصفنا من الدلالة على صحة القول بأن تأويل قوله : { ثُمَّ رَدَدْناهُ أسْفَل سافِلِينَ } إلى أرذل العمر . واختلفوا في تأويل قوله : { غَيرُ مَمْنُونٍ } فقال بعضهم : معناه : لهم أجر غير منقوص . ذكر من قال ذلك : حدثني عليّ ، قال : ثنا أبو صالح ، قال : ثني معاوية ، عن عليّ ، عن ابن عباس ، في قوله : { فَلَهُمْ أجْرٌ غَيرُ مَمْنُونٍ } يقول : غير منقوص . وقال آخرون : بل معناه : غير محسوب . ذكر من قال ذلك : حدثنا أبو كُرَيب ، قال : ثنا وكيع ، عن سفيان ، عن ابن جُرَيج ، عن مجاهد { فَلَهُمْ أجْرٌ غَيرُ مَمْنُونٍ } : غير محسوب . حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا مهران ، عن سفيان ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد مثله . حدثنا ابن بشار ، قال : ثنا مؤمل ، قال : ثنا سفيان ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد { فَلَهُمْ أجْرٌ غَيرُ مَمْنُونٍ } قال : غير محسوب . قال : ثنا سفيان ، عن حماد ، عن إبراهيم { فَلَهُمْ أجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ } قال : غير محسوب . قال : ثنا سفيان ، عن حماد ، عن إبراهيم { فَلَهُمْ أجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ } قال : غير محسوب . وقد قيل : إن معنى ذلك : فلهم أجر غير مقطوع . وأولى الأقوال في ذلك بالصواب : قول من قال : فلهم أجر غير منقوص ، كما كان له أيام صحته وشبابه ، وهو عندي من قولهم : جبل مَنِين : إذا كان ضعيفاً ومنه قول الشاعر : @ أعْطَوْا هُنَيْدَةَ يَحْدُوها ثَمَانِيَةٌ ما فِي عَطائِهِمُ مَنٌّ وَلا سَرَفُ @@ يعني : أنه ليس فيه نقص ، ولا خطأ .