Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 98, Ayat: 6-7)
Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يقول تعالى ذكره : إن الذين كفروا بالله ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم ، فجحدوا نبوّته ، من اليهود والنصارى والمشركين جميعهم { فِي نارِ جَهَنَّمَ خالِدِينَ فيها } يقول : ماكثين ، لابثين فيها { أبَداً } لا يخرجون منها ، ولا يموتون فيها { أُولَئكَ هُمْ شَرُّ البَرِيَّةِ } يقول جلّ ثناؤه : هؤلاء الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين ، هم شرّ من بَرأَه الله وخلقه والعرب لا تهمز البرية ، وبترك الهمز فيها قَرَأتها قرّاء الأمصار ، غير شيء يُذكر عن نافع بن أبي نعيم ، فإنه حكى بعضهم عنه أنه كان يهمزها ، وذهب بها إلى قول الله : { مِنْ قَبْلِ أنْ نَبْرأَها } وأنها فعيلة من ذلك . وأما الذين لم يهمزوها ، فإن لتركهم الهمز في ذلك وجهين : أحدهما أن يكونوا تركوا الهمز فيها ، كما تركوه من المَلَك ، وهو مفعل من ألك أو لأك ، ومن يرى ، وترى ، ونرى ، وهو يفعل من رأيت . والآخر : أن يكونوا وجَّهوها إلى أنها فعيلة من البَرَى وهو التراب . حُكي عن العرب سماعاً : بفيك البَرَى ، يعني به : التراب . وقوله : { إنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعمِلُوا الصَّالِحاتِ أُولَئِكَ هُمْ خَيْرُ البَرِيَّةِ } يقول تعالى ذكره : إن الذين آمنوا بالله ورسوله محمد ، وعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ، وأقاموا الصلاة ، وآتُوا الزكاة ، وأطاعوا الله فيما أمر ونهى { أُولَئِكَ هُمْ خَيْرُ البَرِيَّةِ } يقول : من فعل ذلك من الناس فهم خير البرية . وقد : حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا عيسى بن فرقد ، عن أبي الجارود ، عن محمد بن عليّ { أُولَئِكَ هُمْ خَيْرُ البَرِيَّةِ } فقال النبيّ صلى الله عليه وسلم : " أنْتَ يا عَليُّ وَشِيعَتُكَ " .