Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 98, Ayat: 5-5)
Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يقول تعالى ذكره : وما أمر الله هؤلاء اليهود والنصارى الذين هم أهل الكتاب إلا أن يعبدوا الله مخلصين له الدين يقول : مفردين له الطاعة ، لا يخلطون طاعتهم ربهم بشرك ، فأشركت اليهود بربها بقولهم إن عُزَيراً ابن الله ، والنصارى بقولهم في المسيح مثل ذلك ، وجحودهم نبوّة محمد صلى الله عليه وسلم . وقوله : { حُنَفاءَ } قد مضى بياننا في معنى الحنيفية قبل ، بشواهده المُغنية عن إعادتها ، غير أنا نذكر بعض ما لم نذكر قبل من الأخبار في ذلك . ذكر من قال ذلك : حدثني محمد بن سعد ، قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس ، في قوله : { مخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفاءَ } يقول : حجاجاً مسلمين غير مشركين ، يقول : { وَيُقِيمُوا الصَّلاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاة } ويَحُجُّوا { وذَلكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ } . حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله : { وَما أُمِرُوا إلاَّ لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصينَ له الدِّينَ حُنَفاءَ } والحنيفية : الختان ، وتحريم الأمهات والبنات والأخوات والعمات ، والخالات ، والمناسك . وقوله : { وَيُقِيمُوا الصَّلاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكاةَ } يقول : وليقيموا الصلاة ، وليؤتوا الزكاة . وقوله : { وَذَلكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ } يعني أن هذا الذي ذكر أنه أمر به هؤلاء الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين ، هو الدين القيِّمة ، ويعني بالقيِّمة : المستقيمة العادلة ، وأضيف الدين إلى القيِّمة ، والدين هو القَيِّم ، وهو من نعته لاختلاف لفظيهما . وهي في قراءة عبد الله فيما أرى فيما ذُكر لنا : { وَذَلكَ دِّينُ الْقَيِّمَةِ } وأُنِّثت القيِّمة ، لأنها جعلت صفة للملة ، كأنه قيل : وذلك الملة القيِّمة ، دون اليهودية والنصرانية . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك : حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله { وَذَلكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ } هو الدين الذي بعث الله به رسوله ، وشرع لنفسه ، ورضي به . حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، في قوله : { كُتُبٌ قَيِّمَةٌ } { وَذَلكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ } قال : هو واحد قيِّمة : مستقيمة معتدلة .