Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 17, Ayat: 3-3)

Tafsir: Tafsīr an-Nasāʾī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ إِنَّهُ كَانَ عَبْداً شَكُوراً } [ 3 ] 306 - أنا يعقوب بن إبراهيم ، نا : يحيى بن سعيد ، أنا أبو حيان ، قال : حدثني أبو زُرعة بن عمرو بن جرير ، عن أبي هريرة ، قال : " أُتي رسول الله صلى الله عليه وسلم يوماً بلحْمٍ ، فرُفع إليه الذِّراع وكانت تعجبه فنهش منها ثم قال : " أنا سيِّدُ الناس يوم القيامة ، هل تدرون لم ذاك ؟ يجمع الله الأولين والآخرين في صعيد واحد ، يسمعهم الدَّاعي ويُنفذُهم البصر وتدْنُو الشمس فيبلغ الناس من الغمِّ والكرب ما لا يطيقون ولا يحملون ، فيقول بعض الناس لبعض : ألا ترون ما أنتم فيه ؟ ألا ترون ما قد بلغكم ؟ ألا تنظرون من يشفع لكم إلى ربكم ؟ فيقول بعض الناس لبعض : أبُوكم آدم فيأتون آدم فيقولون : يا آدم أنت أبو البشر خلقك الله بيده ، ونفخ فيك من روحه ، وأمر الملائكة فسجدوا لك ، فاشفع لنا إلى ربك ؛ ألا ترى ما نحن فيه ؟ ألا ترى ما قد بلغنا ؟ فيقول لهم آدم عليه السلام - / : إنَّ ربي غَضِبَ اليوم غضباً لم يغضب قبله مثله ولا يغضب بعده مثله . وإنه نهاني عن الشجرة فعصيته . نفسي نفسي . اذهبوا إلى غيري . اذهبوا إلى نوح . فيأتون نوحا فيقولون : يا نوح أنت أول الرسل إلى أهل الأرض ، وسمَّاك الله عبداً شكوراً . فاشفع لنا إلى ربك . ألا ترى ما نحن فيه ؟ ألا ترى ما قد بلغنا ؟ فيقول لهم نوح : إن ربي قد غضب اليوم غضباً لم يغضب قبله مثله ولن يغضب بعده مثله . وأنه كان لي دعوة على قومي . نفسي نفسي ، نفسي نفسي . اذهبوا إلى غيري . اذهبوا إلى إبراهيم فيأتون إبراهيم فيقولون : يا إبراهيم أنت نبي الله وخليله من أهل الأرض . فاشفع لنا إلى ربك . ألا ترى إلى ما نحن فيه ؟ ألا ترى ما قد بلغنا ؟ فيقول إبراهيم : إن ربي قد غضب اليوم غضباً لم يغضب قبله ولن يغضب بعده مثله . نفسي نفسي ، نفسي نفسي ، اذهبوا إلى غيري . اذهبوا إلى موسى . فيأتون موسى فيقولون : يا موسى أنت فضَّلك الله برسالته وكلامه على الناس . اشفع لنا إلى ربك . ألا ترى إلى ما نحن فيه ؟ ألا ترى ما قد بلغنا ؟ فيقول لهم موسى : إن ربي قد غضب اليوم غضباً لم يغضب قبله مثله ولن يغضب بعده مثله . وإني قتلت نفسا لم أومر بقتلها ، نفسي نفسي ، نفسي نفسي ، اذهبوا إلى غيري . اذهبوا إلى عيسى . فيأتون عيسى فيقولون : يا عيسى . أنت روح الله وكلمة منه ألقاها إلى مريم وروح منه وكلَّمت الناس في المهد . اشفع لنا إلى ربك . ألا ترى ما نحن فيه ؟ ألا ترى ما قد بلغنا ؟ فيقول عيسى : إن ربي قد غضب اليوم غضباً لم يغضب قبله مثله ولن يغضب بعده مثله - ولم يذكر له ذنباً - نفسي نفسي ، نفسي نفسي . اذهبوا إلى غيري . اذهبوا إلى محمد صلى الله عليه وسلم وعليهم أجمعين . فيأتون فيقولون : يا محمد ، أنت رسول الله خاتم الأنبياء ، غفر الله لك ما تقدم منه وما تأخر ، / اشفع لنا إلى ربك . ألا ترى ما نحن فيه ؟ ألا ترى إلى ما قد بلغنا ؟ فأقوم فآتي تحت العرش فأقع ساجداً إلى ربي . ويفتح الله علىَّ ويُلْهمني من محامِدِه وحسن الثناء عليه شيئاً لم يفتحه على أحد قبلي . فيقال : يا محمد ارفع رأسك . سَلْ تُعطَه . اشْفَع تُشفَّع . فأرفَعُ رأسي فأقول : ربِّ أمتي ، أمتي يا ربِّ ، أمتي يا ربِّ . فيُقال : يا محمد أَدْخِل من أُمَّتك من لا حساب عليهم من الباب الأيمن . وهم شُركاء الناس فيما سوى ذلك من الأبواب . والذي نفسي بيده ما بين مصراعين من مصاريع الجنة لكما بين مكة وهجر أو كما بين مكة وبُصرى " .