Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 10, Ayat: 11-11)
Tafsir: Maḥāsin at-Taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَلَوْ يُعَجِّلُ ٱللَّهُ لِلنَّاسِ } وهم الذين لا يرجون لقاءه تعالى لكفرهم { ٱلشَّرَّ } أي : الذي كانوا يستعجلون به ، فإنهم كانوا يقولون : { ٱللَّهُمَّ إِن كَانَ هَـٰذَا هُوَ ٱلْحَقَّ مِنْ عِندِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِّنَ ٱلسَّمَآءِ أَوِ ٱئْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ } [ الأنفال : 32 ] ونحو ذلك { ٱسْتِعْجَالَهُمْ بِٱلْخَيْرِ } أي : تعجيلاً مثل استعجالهم الدعاء بالخير { لَقُضِيَ إِلَيْهِمْ أَجَلُهُمْ } أي : لأميتوا وأهلكوا { فَنَذَرُ ٱلَّذِينَ لاَ يَرْجُونَ لِقَآءَنَا فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ } أي : في ضلالهم وشركهم يترددون . لطيفة زعم الزمخشري أن معنى استعجالهم بالخير ، أي : تعجيله لهم الخير ، وضع الأول موضع الثاني إشعاراً بسرعة إجابته لهم ، وإسعافه بطلبتهم ، حتى كأن استعجالهم بالخير تعجيل لهم . وعندي أنه صرف اللفظ الكريم عن ظاهره بلا داع . ولا بلاغة فيه أيضاً ، وإن توبع فيه . والحرص على موافقة عامل المصدر له ليكونا من باب واحد - غير ضروري في العربية والشواهد كثيرة . وجوز الرازي أن يكون : { يُعَجِّلُ } أصله يستعجل ، عدل عنه تنزيها للجناب الأقدس عن وصف طلب العجلة ، فوصف بتكوينها ، ووصف الناس بطلبها ؛ لأنه الأليق . ولعل الأدق أن { ٱسْتِعْجَالَهُمْ } مصدر لفعل دل عليه ما قبله ، والتقدير : ولو يجعل الله للناس الشر الذي يستعجلون به استعجالهم . وإنما حذف إيجازا ، للعلم به . ويوافقه قوله تعالى : { وَيَدْعُ ٱلإِنْسَانُ بِٱلشَّرِّ دُعَآءَهُ بِٱلْخَيْرِ } [ الإسراء : 11 ] فإنه في معنى ما هنا .