Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 10, Ayat: 1-1)
Tafsir: Maḥāsin at-Taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ الۤر } مسرود على نمط التعديد بطريق التحدي . أو اسمٌ للسورة فمحله الرفع على أنه خبر لمبتدأ محذوف ، أي : هذه السورة مسماة بـ { الۤر } . والإشارة إليها قبل جريان ذكرها لما أنها باعتبار كونها على جناح الذكر وبصدده ، صارت في حكم الحاضر ، كما يقال : هذا ما اشترى فلان ، أو النصب بتقدير : اقرأ . وكلمة : { تِلْكَ } إشارة إليها ، أما على تقدير كون { الۤر } مسرودة على نمط التعديد ، فقد نزّل حضور مادتها ، التي هي الحروف المذكورة ، منزلة ذكرها فأشير إليها ، كأنه قيل : هذه الكلمات المؤلفة من جنس هذه الحروف المبسوطة … إلخ . وأما على تقدير كونه اسماً للسورة ، فقد نوهت بالإشارة إليها بعد تنويهها بتعيين اسمها ، أو الأمر بقراءتها . وما في اسم الإشارة من معنى البعد ، للتنبيه على بعد منزلتها في الفخامة ، ومحله الرفع على أنه مبتدأ ، خبره قوله تعالى : { آيَاتُ ٱلْكِتَابِ ٱلْحَكِيمِ } ، وعلى تقدير كون { الۤر } مبتدأ ، فهو مبتدأ ثان ، أو بدل من الأول . والمعنى : هي آيات مخصوصة منه ، مترجمة باسم مستقل . والمقصود ببيان بعضيتها منه ، وصفها بما اشتهر اتصافه به من النعوت الفاضلة ، والصفات الكاملة . والمراد بـ { ٱلْكِتَابِ } : إما جميع القرآن العظيم ، وإن لم ينزل الكل حينئذ ، لاعتبار تعينه وتحققه في علم الله تعالى ؛ وإما جميع القرآن النازل وقتئذ ، المتفاهم بين الناس إذ ذاك . و { ٱلْحَكِيمِ } أي : ذو الحكمة ، وإنما وصف به لاشتماله على فنون الحكم الباهرة ، ونطقه بها ، أو هو من باب وصف الكلام بصفة صاحبه ، أو من باب الاستعارة المكنية المبنية على تشبيه الكتاب بالحكيم الناطق بالحكمة - أفاده أبو السعود .