Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 10, Ayat: 46-47)
Tafsir: Maḥāsin at-Taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَإِمَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ ٱلَّذِي نَعِدُهُمْ } أي : من العذاب { أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ } أي : قبل ذلك { فَإِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ } أي : فننجزهم ما وعدناهم كيفما دار الحال { ثُمَّ ٱللَّهُ شَهِيدٌ عَلَىٰ مَا يَفْعَلُونَ } أي : من مساوئ الأفعال . { وَلِكُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولٌ } أي : منهم ، أرسل لهدايتهم وتزكيتهم بما يصلحهم { فَإِذَا جَآءَ رَسُولُهُمْ } أي : فبلغهم ما أرسل به فكذبوه { قُضِيَ بَيْنَهُمْ بِٱلْقِسْطِ } أي : بالعدل ، فأُنجي الرسول وأتباعه ، وعذب مكذبوه { وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ } أي : في ذلك القضاء المستوجب لتعذيبهم ؛ لأنه من نتائج أعمالهم . وقال القاشاني : في قوله تعالى : { قُضِيَ بَيْنَهُمْ } : أي : بهداية من اهتدى منهم ، وضلالة من ضل ، وسعادة من سعد ، وشقاوة من شقي ، لظهور ذلك بوجوده ، وطاعة بعضهم إياه لقربه منه ، وإنكار بعضهم له لبعده عنه . أو قضي بينهم بإنجاء من اهتدى به وإثابته ، وإهلاك من ضل وتعذيبه ، لظهور أسباب ذلك بوجوده - انتهى . فالآية على هذا كقوله تعالى : { وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّىٰ نَبْعَثَ رَسُولاً } [ الإسراء : 15 ] وجوز أن يكون المعنى : لكل أمة من الأمم يوم القيامة رسول تنتسب إليه ، وتدعى به ، فإذا جاء رسولهم الموقف ليشهد عليهم بالكفر والإيمان ، قضى بينهم بإنجاء المؤمنين ، وعقاب الكافرين ، كقوله تعالى : { وَجِـيءَ بِٱلنَّبِيِّيْنَ وَٱلشُّهَدَآءِ وَقُضِيَ بَيْنَهُم بِٱلْحَقِّ } [ الزمر : 69 ] .