Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 10, Ayat: 48-49)

Tafsir: Maḥāsin at-Taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هَـٰذَا ٱلْوَعْدُ } استبعادا له ، واستهزاء به : { إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ } أي : في أنه يأتينا ، ولما فيه من الإشعار بكون إتيانه بواسطة النبي صلوات الله عليه . قيل : { قُل لاَّ أَمْلِكُ لِنَفْسِي ضَرّاً وَلاَ نَفْعاً } أي : مع أن ذلك أقرب حصولا ، فكيف أملك لكم حتى أستعجل في جلب العذاب لكم ، وتقديم الضر ، لما أن مساق النظم لإظهار العجز عنه ، وأما ذكر النفع فلتوسيع الدائرة تعميما . والمعنى لا أملك شيئاً ما . { إِلاَّ مَا شَآءَ ٱللَّهُ } أي : أن أملكه . أو لكن ما شاء الله كائن ، فالاستثناء متصل أو منقطع . وصوب أبو السعود الثاني ، بأن الأول يأباه مقام التبرؤ من أن يكون ، عليه الصلاة والسلام ، له دخل في إتيان الوعد ، وبسط تقريره . وأفاد بعض المحققين أن الاستثناء بالمشيئة قد استعمل في أسلوب القرآن الكريم للدلالة على الثبوت والاستمرار ، كما في هذه الآية ، وقوله : { خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ ٱلسَّمَٰوَٰتُ وَٱلأَرْضُ إِلاَّ مَا شَآءَ رَبُّكَ } [ هود : 107 ] قال : والنكتة في الاستثناء بيان أن هذه الأمور الثابتة الدائمة إنما كانت كذلك بمشيئة الله تعالى ، لا بطبيعتها في نفسها ، ولو شاء تعالى أن يغيرها لفعل . اهـ . وهو نفيس جدّاً فليحرص على حفظه . وقوله تعالى : { لِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ } أي : لكل واحد من آحاد كل أمة أجل معين { إِذَا جَآءَ أَجَلُهُمْ فَلاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ } . قال القاشاني : درجهم إلى شهود الأفعال بسلب الملك والتأثير عن نفسه ، ووجوب وقوع ذلك بمشيئة الله ، ليعرفوا آثار القيامة . ثم لوح إلى أن القيامة الصغرى هي بانقضاء آجالهم المقدرة عند الله بقوله : { لِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ } … الآية .