Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 10, Ayat: 6-6)

Tafsir: Maḥāsin at-Taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ إِنَّ فِي ٱخْتِلاَفِ ٱلَّيلِ وَٱلنَّهَارِ } أي : في تعاقبهما وكون كل منهما خلفة للآخر { وَمَا خَلَقَ ٱللَّهُ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ } أي : من الشمس والقمر والنجوم والشجر والدواب والجبال والبحار وغير ذلك { لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَّقُونَ } أي : لآيات عظيمة دالة على وحدة مبدعها ، وكمال قدرته ، وبالغ حكمته . وخص ( المتقين ) لأنهم المنتفعون بنتائج التدبر فيها ، فإن الداعي إلى النظر والتدبر إنما هو تقواه تعالى ، والحذر من العاقبة . تنبيه في هذه الآيات إشارة إلى أن الذي أوجد هذه الآيات الباهرة ، وأودع فيها المنافع الظاهرة ، وأبدع في كل كائن صنعه ، وأحسن كل شيء خلقه ، وميز الإنسان ، وعلمه البيان - يكون من رحمته وحكمته اصطفاء من يشاء لرسالته ، ليبلغ عنه شرائع عامة ، تحدد للناس سيرهم في تقويم نفوسهم ، وكبح شهواتهم ، وتعلمهم من الأعمال ما هو مناط سعادتهم وشقائهم في الآخرة ، كما أشار إلى ذلك بقوله : { إِنَّ ٱلَّذِينَ لاَ يَرْجُونَ لِقَآءَنَا وَرَضُواْ … } .