Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 11, Ayat: 56-56)
Tafsir: Maḥāsin at-Taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى ٱللَّهِ رَبِّي وَرَبِّكُمْ } أي : فلا تصلون إليّ بسوء ، لتوكلي على الله { مَّا مِن دَآبَّةٍ إِلاَّ هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَآ } أي : مالك لها ، قادر عليها ، يصرفها كيف شاء . قال القاشاني : بيّن وجوب التوكل على الله ، وكونه حصناً حصيناً ، أولا بأن ربوبيته شاملة لكل أحد ، ومن يربّ يدبر أمر المربوب ويحفظه ، فلا حاجة له إلى كلاءة غيره وحفظه ، ثم بأن كل ذي نفس تحت قهره وسلطانه ، أسير في يد تصرفه ومملكته وقدرته ، عاجز عن الفعل والقوة والتأثير في غيره ، لا حراك به بنفسه ، كالميت فلا حاجة إلى الاحتراز منه - انتهى . والناصية : منبت الشعر من مقدم الرأس ، وتطلق على الشعر النابت فيها أيضاً ، تسمية للحالّ باسم المحل . يقال : نصوت الرجل : أخذت بناصيته . وفي العناية : وقولهم : ناصيته بيده ، أي : منقاد له ، والأخذ بالناصية عبارة عن القدرة والتسلط ، مجازاً أو كناية . وقوله تعالى : { إِنَّ رَبِّي عَلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ } تعليل لما يدل عليه التوكل ، من عدم قدرتهم على إضراره . أي : هو على طريق الحق والعدل في ملكه ، فلا يسلطكم عليّ ، إذ لا يضيع عنده معتصم به ، ولا يفوته ظالم . قال في ( العناية ) : هو تمثيل واستعارة ، لأنه مطلع على أمور العباد ، مجازٍ لهم بالثواب والعقاب ، كاف لمن اعتصم ، كمن وقف على الجادّة فحفظها ، ودفع ضرر السابلة بها . وهو كقوله : { إِنَّ رَبَّكَ لَبِٱلْمِرْصَادِ } [ الفجر : 14 ] والاقتصار على إضافة الرب إلى نفسه ، إما بطريق الاكتفاء ، لظهور المراد ، وإما للإشارة إلى أن اللطف والإعانة مخصوصة به ، دونهم .