Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 12, Ayat: 38-38)

Tafsir: Maḥāsin at-Taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَٱتَّبَعْتُ مِلَّةَ آبَآئِـيۤ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ مَا كَانَ لَنَآ أَن نُّشْرِكَ بِٱللَّهِ مِن شَيْءٍ ذٰلِكَ مِن فَضْلِ ٱللَّهِ عَلَيْنَا وَعَلَى ٱلنَّاسِ وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَ ٱلنَّاسِ لاَ يَشْكُرُونَ } هذه الجملة إما مسوقة لبيان علة تعليم الله له بالوحي والإلهام ، أي : خصني بذلك لترك الكفر ، وسلوك طريق آبائي المرسلين ، أو كلام مستأنف ، ذكر تمهيداً للدعوة ، وإظهار أنه من بيت النبوة ، لتقوى رغبتهما في الاستماع إليه ، والوثوق به . والمراد بتركه ملة الكفر الامتناع عنها رأسا ، كما يفصح عنه قوله : { مَا كَانَ لَنَآ أَن نُّشْرِكَ بِٱللَّهِ مِن شَيْءٍ } ، أي : ما صح ولا استقام ذلك لنا ، فضلاً عن الوقوع . وإنما عبر عنه بذلك ، لكونه أدخل بحساب الظاهر في اقتدائهما به عليه السلام . والتخصيص بهم ، مع أن الشرك لا يصح من غيرهم أيضاً ، لأنه يثبت بالطريق الأولى . أو المراد نفي الوقوع منهم لعصمتهم . وتكرير ( هم ) للدلالة على اختصاصهم ، وتأكيد كفرهم بالآخرة . وزيادة ( من ) في المفعول ، أعني { مِن شَيْءٍ } لتأكيد العموم ، أي : لا نشرك به شيئا من الأشياء ، قليلاً أو حقيراً ، صنماً أو ملكاً أو جنيّا أو غير ذلك . وقوله : { ذٰلِكَ مِن فَضْلِ ٱللَّهِ عَلَيْنَا وَعَلَى ٱلنَّاسِ } يعني عدم الإشراك بالله ، وهو التوحيد ، من نعم الله العامة ، التي يجب شكره تعالى على الهداية لها بالفطر السليمة ، ونصب الدلائل الأنفسية والآفاقية . ثم أن أكثر الناس نبذوا هذه النعمة بعدما حق عليهم شكرها . ولما ذكر ، عليه السلام ، ما هو عليه من الدين القويم ، تلطف في الاستدلال على بطلان ما عليه قومهما من عبادة الأصنام ، فضرب لهما مثلاً يتضح به الحق اتضاح بقوله : { يٰصَاحِبَيِ ٱلسِّجْنِ ءَأَرْبَابٌ … } .