Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 12, Ayat: 39-39)

Tafsir: Maḥāsin at-Taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ يٰصَاحِبَيِ ٱلسِّجْنِ ءَأَرْبَابٌ مُّتَّفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ ٱللَّهُ ٱلْوَاحِدُ ٱلْقَهَّارُ } وصفهما بالصحبة الضرورية المقتضية للمودة ، وبذل التضحية . أي : يا صاحبي فيه . فجعل الظرف توسعاً ، مفعولاً به . أي : أأرباب شتى تستعبد الناس خير لهم ، أم أن يكون لهم رب واحد قهار لا يغالب ؟ قال بعضهم : دلت الآية على أن الشرع كما جاء مطالباً بالاعتقاد ، جاء هادياً لوجه الحسن فيه . وذلك أن هذه الآية تشير إشارة واضحة إلى أن تفرق الآلهة يفرق بين البشر في وجهة قلوبهم إلى أعظم سلطان يتخذونه فوق قوتهم . وهو يذهب بكل فريق إلى التعصب لما وجه قلبه إليه ، وفي ذلك فساد نظامهم كما لا يخفى ، أما اعتقاد جميعهم بإله واحد ، فهو توحيد لمنازع نفوسهم إلى سلطان واحد ، يخضع الجميع لحكمه ، وفي ذلك نظام أخوتهم ، وهي قاعدة سعادتهم . فالشرع جاء مبيناً للواقع في أن معرفة الله بصفاته ، حسنة في نفسها ، فهو ليس محدث الحسن . انتهى . وفي قوله : { ءَأَرْبَابٌ مُّتَّفَرِّقُونَ } إشارة إلى ما كان عليه أهل مصر لعهده عليه السلام ، من عبادة أصنام شتى . يقول بعضهم : كما أن مصر كانت تغلبت في العلوم والسلطة ، كذلك في عبادة الأصنام ، فإن أهلها فاقوا كل من سواهم في الضلال ، فكانوا يسجدون للشمس وللقمر والنجوم والأشخاص البشرية والحيوانات ، حتى الهوام وأدنى حشرات الأرض .