Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 12, Ayat: 4-4)
Tafsir: Maḥāsin at-Taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ إِذْ قَالَ يُوسُفُ لأَبِيهِ } يعني يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم عليه السلام . والظرف بدل من المفعول قبله بدل اشتمال ، أو مفعول لمحذوف { يٰأَبتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَباً وَٱلشَّمْسَ وَٱلْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ } إنما ناجى يوسف أباه بهذه الرؤيا ، لاعتقاده كمال علمه ، وشفقته عليه ، بحيث لو كانت رؤياه تسوؤه لأمكنه صرفها عنه . قال القاشانيّ : هذه من المنامات التي تحتاج إلى تعبير ، لانتقال المتخيّلة من النفوس الشريفة التي عرض على النفس من الغيب سجودها له ، إلى الكواكب والشمس والقمر ، وما كانت في نفس الأمر إلا أبويه وإخوته . { يٰأَبتِ } أصله يا أبي ، فعوض عن الياء تاء التأنيث لتناسبهما في الزيادة ، وكسرها لأنه عوض عن حرف يناسبها . وقرئ بفتحها لأنها حركة أصلها ، أو لأنه كان " يا أبتَا " فحذف الألف ، وبقي الفتحة . وقرئ بالضم إجراء لها مجرى الأسماء المؤنثة بالتاء ، من غير اعتبار التعويض . وقوله : { رَأَيْتُهُمْ } استئناف لبيان حالهم التي رآهم عليها ، فلا تكرير ، أو تأكيد للأولى تطرية لطول العهد ، كما في قوله : { أَيَعِدُكُمْ أَنَّكُمْ إِذَا مِتُّمْ وَكُنتُمْ تُرَاباً وَعِظاماً أَنَّكُمْ مُّخْرَجُونَ } [ المؤمنون : 35 ] . وإنما أجريت مجرى العقلاء في ضميرهم وجمع صفتهم جمعاً سالماً ، لوصفها بوصفهم ، وهو السجود . قال المهايمي : ولو صح كونها ناطقة فلا إشكال . قال : ولم أَرَ مَنْ تعرض لهيأة السجود ، ولعله تحريك جانبها الأعلى إلى الأسفل ، مستديرة ظهرت أو مستطيلة . اهـ .