Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 12, Ayat: 65-65)
Tafsir: Maḥāsin at-Taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَلَمَّا فَتَحُواْ مَتَاعَهُمْ وَجَدُواْ بِضَاعَتَهُمْ رُدَّتْ إِلَيْهِمْ } أي : وجدوا دراهمهم ، ثمن طعامهم ، في متاعهم . روي أن أحدهم فتح متاعه ليأخذ علفاً لدابته ، فرأى فضته في فم متاعه : فقال لإخوته قد ردت دراهمي وها هي في متاعي . ثم لما وصلوا كنعان ، وأخذوا يفرغون أوعيتهم ، وجد كل واحد منهم صرة دراهمه في وعائه ، فاستطارت قلوبهم ، ودهشوا ، وحمدوا عناية الله بهم . { قَالُواْ يٰأَبَانَا مَا نَبْغِي } أي : ماذا نبتغي وراء ذلك ؟ هل من زيادة ؟ أي : لا مزيد على ما فعل ، لأنه أكرمنا ، وأحسن مثوانا ، بإنزالنا عنده ، ورد الثمن علينا . والقصد إلى استنزاله عن رأيه . أو لا نبغي في القول ولا نكذب فيما حكينا لك ، من إحسانه الداعي إلى امتثال أمره . أو ما نبغي : وما ننطق إلا بالصواب فيما نشير به عليك من تجهيزنا مع أخينا . وقرئ على الخطاب أي : أي شيء تطلب وراء هذا من الدليل على صدقنا ؟ { هَـٰذِهِ بِضَاعَتُنَا رُدَّتْ إِلَيْنَا } جملة مستأنفة ، موضحة لما دل عليه الإنكار من بلوغ اللطف غايته ، كأنهم قالوا : كيف لا ، وهذه بضاعتنا ردت إلينا تفضلاً من حيث لا ندري ؟ { وَنَمِيرُ أَهْلَنَا } معطوف على مقدر مفهوم . أي : فنستظهر بها ، ونمير أهلنا إذا رجعنا إلى الملك . أي : نأتيهم بميرة ، أي : بطعام . يقال : ( ماره ) أتاه بطعام . ومنه : ( ما عنده خير ولا مير ) . { وَنَحْفَظُ أَخَانَا } أي : فلا يصيبه شيء مما تخافه { وَنَزْدَادُ كَيْلَ بَعِيرٍ } أي باستصحابه ، { ذٰلِكَ كَيْلٌ يَسِيرٌ } أي : سهل على هذا الملك المحسن ، لسخائه ، فلا يضايقنا فيه . أو المعنى : قصير المدة ، ليس سبيل مثله أن تطول مدته بسبب الحبس والتأخير . أو المعنى : ذلك الذي يكال لنا دون أخينا شيء يسير ، قليل ، فابعث أخانا معنا حتى نتسع ونتكثر بمكيله . قال ابن كثير : هذا من تمام الكلام وتحسينه . أي : إن هذا يسير في مقابلة أخذ أخيهم لا يعدل هذا . فلا يكون من كلامهم ، والجملة محتملة للكل .