Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 12, Ayat: 67-67)

Tafsir: Maḥāsin at-Taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَقَالَ } أي : أبوهم : { يٰبَنِيَّ لاَ تَدْخُلُواْ مِن بَابٍ وَاحِدٍ وَٱدْخُلُواْ مِنْ أَبْوَابٍ مُّتَفَرِّقَةٍ } أي : لئلا يستلفت دخولهم من باب واحد ، أنظار من يقف عليه من الجند ، ومن يعسّ للحاكم ، فيريب بهم ، لأن دخول قوم على شكل واحد وزي متحد ، على بلد وهم غرباء عنها ، مما يلفت نظر كل راصد . وكانت المدن وقتئذ مبوبة لا ينفذ إليها إلا من أبوابها ، وعلى كل باب حرسه ، وليس دخول الفرد كدخول الجمع في التنبه ، واتباع البصر . وقيل : نهاهم لئلا تصيبهم العين إذا دخلوا كوكبة واحدة - وسيأتي بيانه . { وَمَآ أُغْنِي عَنكُمْ مِّنَ ٱللَّهِ مِن شَيْءٍ } أي : لا أدفع عنكم بتدبيري شيئا مما قضي عليكم ، فإن الحذر لا يمنع القدر . قال أبو السعود : ولم يرد به عليه السلام إلغاء الحذر بالمرة ، كيف لا وقد قال عز قائلاً : { وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى ٱلتَّهْلُكَةِ } [ البقرة : 195 ] وقال : { خُذُواْ حِذْرَكُمْ } [ النساء : 71 ] . بل أراد بيان أن ما وصاهم به ليس مما يستوجب المراد لا محالة ، بل هو تدبير في الجملة ، وإنما التأثير وترتيب المنفعة عليه من العزيز القدير ، وإن ذلك ليس بمدافعة للقدر ، بل هو استعانة بالله تعالى ، وهرب منه إليه . { إِنِ ٱلْحُكْمُ إِلاَّ للَّهِ } أي : لا يشاركه أحد ، ولا يمانعه شيء { عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَعَلَيْهِ فَلْيَتَوَكَّلِ ٱلْمُتَوَكِّلُونَ } .