Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 13, Ayat: 1-1)

Tafsir: Maḥāsin at-Taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قال أبو السعود : { الۤمۤر } اسم للسورة ، ومحله : إما الرفع على أنه خبر لمبتدأ محذوف ، أي : هذه السورة مسماة بهذا الاسم ، وهو أظهر من الرفع على الابتداء إذ لم يسبق العلم بالتسمية . وقوله تعالى : { تِلْكَ } على الوجه الأول ، مبتدأ مستقل ، وعلى الوجه الثاني ، مبتدأ ثان ، أو بدل من الأول أشير به إليه إيذاناً بفخامته . وإما النصب بتقدير فعل يناسب المقام نحو : اقرأ أو اذكر ، فـ { تِلْكَ } مبتدأ كما إذا جعل { الۤمۤر } مسروداً على نمط التعديد ، والخبر على التقادير ، قوله تعالى : { آيَاتُ ٱلْكِتَابِ } أي : الكتاب العجيب الكامل الغني عن الوصف به ، المعروف بذلك من بين الكتب ، الحقيق باختصاص اسم الكتاب به . فهو عبارة عن جميع القرآن ، أو عن الجميع المنزل حينئذ . وقوله تعالى : { وَٱلَّذِيۤ أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ } أي : من الكتاب المذكور بكماله { ٱلْحَقُّ } أي : الثابت المطابق للواقع في كل ما نطق به ، الحقيق بأن يخص به الحقية لعراقته فيها ، وقصور غيره عن مرتبة الكمال فيها . وفي التعبير عنه بالموصول ، وإسناد الإنزال إليه بصيغة المبني للمفعول ، والتعرض لوصف الربوبية مضافاً إلى ضميره عليه السلام ، من الدلالة على فخامة المنزَل التابعة لشأن جلالة المنزِل ، وتشريف المنزَل إليه ، والإيماء إلى وجه الخبر - ما لا يخفى … ! - انتهى ملخصاً بزيادة . لطيفة في : { ٱلَّذِيۤ أُنزِلَ } وجهان : أحدهما : هو في موضع رفع و { ٱلْحَقُّ } خبره ، أو الخبر { مِن رَّبِّكَ } و { ٱلْحَقُّ } خبر محذوف أو خبر بعد خبر . وثانيهما : محله الجر بالعطف على : { ٱلْكِتَابِ } عطف العام على الخاص أو إحدى الصفتين على الأخرى . أو بتقدير زيادة الواو في الصفة ، و { ٱلْحَقُّ } خبر محذوف ومنع كثير من النحاة زيادة الواو في الصفات . وآخرون على جوازها لتأكيد اللصوق ، أي : الجمع والاتصال ؛ لأنها كما تجمع المعطوف بالمعطوف عليه ، كذلك تجمع الموصوف بالصفة ، وتفيد أن اتصافه به أمر ثابت . وقوله تعالى : { وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَ ٱلنَّاسِ لاَ يُؤْمِنُونَ } أي : بذلك الحق لرفضهم التدبر فيه شقاقاً وعناداً . وهذا كقوله تعالى : { وَمَآ أَكْثَرُ ٱلنَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ } [ يوسف : 103 ] .