Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 13, Ayat: 7-7)
Tafsir: Maḥāsin at-Taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَيَقُولُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ } وهم المستعجلون بالسيئة المتقدمون . قال أبو السعود : وإنما عدل عن الإضمار إلى الموصول ، ذمّا لهم ونعياً عليهم كفرهم بآيات الله تعالى التي تخر لها صم الجبال ، حيث لم يرفعوا لها رأسا ولم يعدّوها من جنس الآيات وقالوا عنادا : { لَوْلاۤ أُنزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِّن رَّبِّهِ } أي : مثل آيات موسى وعيسى عليهما السلام ، أو مثل ما يقترحون من جعل الصفا ذهباً ، أو إزاحة الجبال وجعل مكانها مروجاً وأنهاراً { إِنَّمَآ أَنتَ مُنذِرٌ } أي : مرسل للإنذار والتخويف من سوء عاقبة ما يأتون ويذرون ، وناصح كغيرك من الرسل . فما عليك إلا البلاغ ، لا إجابة المقترحات ! { وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ } أي : نبيّ داعٍ إلى الحق مرشد بالآية التي تناسب زمنه كقوله تعالى : { وَإِن مِّنْ أُمَّةٍ إِلاَّ خَلاَ فِيهَا نَذِيرٌ } [ فاطر : 24 ] تعريض بأنه عليه الصلاة والسلام ليس بدعاً من الرسل . فقد خلا قبله الهداة الداعون إلى الله ، عليهم السلام ؛ أو المعنى : لكل قوم هاد عظيم الشأن ، قادر على هدايتهم ، هو الله سبحانه ، فما عليك إلا إنذارهم لا هدايتهم . وإيتاؤهم الإيمان وصدهم عن الجحود . فإن ذلك لله وحده كقوله تعالى : { لَّيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَـٰكِنَّ ٱللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَآءُ } [ البقرة : 272 ] أو المعنى : { لِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ } قائد يهديهم إلى الرشد . وهو الكتاب المنزل عليهم الداعي بعنوان الهداية إلى ما فيه صلاحهم . يعني : أن سر الإرسال وآيته الفريدة إنما هو الدعاء إلى الهدى وتبصير سبله ، والإنذار من الاسترسال في مساقط الردى . وقد أنزل عليك من الهدى أحسنه . فكفى بهدايته آية كبرى وخارقة عظمى . وأما الآيات المقترحة فأمرها إلى الله . وقد لا يفيد إنزالها هداية ! قال تعالى : { وَمَا مَنَعَنَآ أَن نُّرْسِلَ بِٱلآيَاتِ إِلاَّ أَن كَذَّبَ بِهَا ٱلأَوَّلُونَ } [ الإسراء : 59 ] { وَمَا يُشْعِرُكُمْ أَنَّهَآ إِذَا جَآءَتْ لاَ يُؤْمِنُونَ } [ الأنعام : 109 ] مع ما يستتبع الإصرار بعدها من الأخذ بلا إمهال ! { سُنَّةَ ٱللَّهِ فِي ٱلَّذِينَ خَلَوْاْ مِن قَبْلُ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ ٱللَّهِ تَبْدِيلاً } [ الأحزاب : 62 ] . قال الشهاب : وجوّز عطف { هَادٍ } على { مُنذِرٌ } وجعل المتعلق مقدماً عليه ، للفاصلة . فيدل على عموم رسالته وشمول دعوته . وقد يجعل خبر مبتدأ مقدر ، أي : وهو هادٍ ، أو وأنت هاد ، وعلى الأول فيه التفات .