Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 14, Ayat: 6-6)

Tafsir: Maḥāsin at-Taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَإِذْ قَالَ مُوسَىٰ لِقَوْمِهِ ٱذْكُرُواْ نِعْمَةَ ٱللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ أَنجَاكُمْ مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوۤءَ ٱلْعَذَابِ } أي : يبغونكم إياه { وَيُذَبِّحُونَ أَبْنَآءَكُمْ } أي : المولودين صغاراً { وَيَسْتَحْيُونَ نِسَآءَكُمْ } أي : يبقونهن في الحياة { وَفِي ذٰلِكُمْ بَلاۤءٌ مِّن رَّبَّكُمْ عَظِيمٌ } الإشارة إلى فعل آل فرعون . ونسبتهُ إليه تعالى للخلق أو الإقدار والتمكين . قيل : كونُ قتل الأبناء ، ابتلاء ظاهر . وأما استحياء النساء ، وهن البنات أي : استبقاؤهن ، فلأنهم كانوا يستخدمونهن ويفرقون بينهن وبين الأزواج ، أو لأن بقاءهُنّ دون البنين رزية في نفسه كما قيل : @ ومن أعظم الرُّزْءِ فيما أَرَى بقاءُ البناتِ وموتُ البَنِينَا @@ ويجوز أن تكون الإشارة إلا الإنجاء من ذلك . و ( البلاء ) الابتلاء بالنعمة ، وهو بلاء عظيم . قال الزمخشريّ : البلاء يكون ابتلاء بالنعمة والمحنة جميعاً ، قال تعالى : { وَنَبْلُوكُم بِٱلشَّرِّ وَٱلْخَيْرِ فِتْنَةً } [ الأنبياء : 35 ] . وقال زهير : @ فأبلاهما خير البلاء الذي يبلو @@ انتهى . ولذا جوّز أن تكون الإشارة إلى جميع ما مرّ ، الشامل للنعمة والنقمة . لطيفة أشار أهل المعاني إلى نكتة مجيء { وَيُذَبِّحُونَ } هنا بالواو ، وفي سورة البقرة : { يُذَبِّحُونَ } [ الآية : 49 ] وفي الأعراف { يُقَتِّلُونَ } [ الآية : 141 ] ، بدونها . والقصة واحدة - بأنه حيث طرح الواو قصد تفسير العذاب وبيانه ، فلم يعطف لما بينهما من كمال الاتصال . وحيث عطف - كما هنا - لم يقصد ذلك . والعذاب ، إن كان المراد منه الجنس ، فالتذبيح ، لكونه أشدّ أنواعه ، عطف عليه عطف جبريل على الملائكة ، تنبيهاً على أنه لشدته كأنه ليس من ذلك الجنس . إن كان المراد به غيره ، كاسترقاقهم واستعمالهم في الأعمال الشاقة ، فهما متغايران والمحلّ محل العطف . وجوّز أيضاً كون العطف هنا للتفسير وكأن التفسير - لكونه أوفَى بالمراد وأظهر - بمنزلة المغاير فلذا عطف .