Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 14, Ayat: 5-5)
Tafsir: Maḥāsin at-Taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَىٰ بِآيَاتِنَآ أَنْ أَخْرِجْ قَوْمَكَ مِنَ ٱلظُّلُمَاتِ إِلَى ٱلنُّورِ وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ ٱللَّهِ } أي : أنذرهم بوقائعه التي وقعت على الأمم قبلهم ، كقوم نوح ولوط . ومنه : أيام العرب ، لحروبها وملاحمها ؛ لأنها تعظم بها الأيام . وقيل : أيامه نعماؤه عليهم ، فتكون الآية بعدها تفصيلاً لها . وقيل : هي أعمّ من النعماء والبلاء . والوجه الأول أولى ، فيما أراه ، لاختصاص كل آية بمقام ، والتأسيس خير من التأكيد . وفي الالتفات من التكلم إلى الغيبة ، بالإضافة إلى الاسم الجليل ، إيذان بفخامة شأنها . قال أبو بكر بن العربي : هذه الآية أصل في الوعظ المرقق للقلوب . { إِنَّ فِي ذٰلِكَ } أي : في التذكير بها { لآيَاتٍ لِّكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ } أي : يصبر على بلائِه ويشكر نعماءَهُ . فإذا سمع بما أنزل الله من البلاء على الأمم ، أو أفاض عليهم من النعم ، تنبّه على ما يجب عليه من الصبر والشكر . وقيل : أراد ( لكلّ مؤمنٍ ) لأن الشكر والصبر عنوان المؤمن . وتقديم ( الصبّار ) على ( الشكور ) لتقدم متعلق الصبر - أعني الإيمان - على متعلق الشكر - أعني النعماء - وكون الشكر عاقبة الصبر .