Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 16, Ayat: 1-1)

Tafsir: Maḥāsin at-Taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ أَتَىٰ أَمْرُ ٱللَّهِ فَلاَ تَسْتَعْجِلُوهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ } تقرر في غير ما آية ، أن المشركين كانوا يستعجلون ما وعدوا من قيام الساعة أو إهلاكهم . كما فعل يوم بدر ، استهزاء وتكذيباً بالوعد . فقيل لهم : { أَتَىٰ أَمْرُ ٱللَّهِ } أي : ما توعدونه مما ذكر . والتعبير عنه : بـ { أَمْرُ ٱللَّهِ } للتفخيم والتهويل . وللإيذان بأن تحققه في نفسه وإتيانه ، منوط بحكمه النافذ وقضائه الغالب . وإتيانُه عبارة عن دنوِّه واقترابه ، على طريقة نظم المتوقع في سلك الواقع . أو عن إتيان مباديه القريبة ، على نهج إسناد حال الأسباب إلى المسببات والآية كقوله تعالى : { ٱقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُّعْرِضُونَ } [ الأنبياء : 1 ] وقوله : { ٱقْتَرَبَتِ ٱلسَّاعَةُ وَٱنشَقَّ ٱلْقَمَرُ } [ القمر : 1 ] وقوله : { وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِٱلْعَذَابِ وَلَوْلاَ أَجَلٌ مُّسَمًّى لَّجَآءَهُمُ ٱلْعَذَابُ وَلَيَأْتِيَنَّهُمْ بَغْتَةً وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ } [ العنكبوت : 53 ] . ثم إنه تعالى نزه نفسه عن شركهم به غيره ، وعبادتهم معه ما سواه من الأوثان والأنداد ، الذي أفضى بهم إلى الاستهزاء والعناد ، واعتقاد أنها شفعاؤهم إذا جاء الميعاد .