Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 16, Ayat: 2-2)

Tafsir: Maḥāsin at-Taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ يُنَزِّلُ ٱلْمَلاۤئِكَةَ بِٱلْرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلَىٰ مَن يَشَآءُ مِنْ عِبَادِهِ أَنْ أَنْذِرُوۤاْ أَنَّهُ لاَ إِلَـٰهَ إِلاَّ أَنَاْ فَٱتَّقُونِ } ردٌّ لاستبعادهم النبوة ، بأن ذلك سنة له تعالى ؛ ولذا ذكر صيغة الاستقبال كقوله تعالى : { يُلْقِي ٱلرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلَىٰ مَن يَشَآءُ مِنْ عِبَادِهِ } [ غافر : 15 ] وقوله : { ٱللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ ٱلْمَلاَئِكَةِ رُسُلاً وَمِنَ ٱلنَّاسِ } [ الحج : 75 ] والروح هو الوحي ، الذي من جملته القرآن . لقوله تعالى : { وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَآ إِلَيْكَ رُوحاً مِّنْ أَمْرِنَا مَا كُنتَ تَدْرِي مَا ٱلْكِتَابُ وَلاَ ٱلإِيمَانُ وَلَـٰكِن جَعَلْنَاهُ نُوراً نَّهْدِي بِهِ مَن نَّشَآءُ مِنْ عِبَادِنَا } [ الشورى : 52 ] والتعبير عنه بالروح على نهج الاستعارة . فإنه يحيي القلوب الميتة بالجهل و { مِنْ أَمْرِهِ } بيان للروح ، أو حال منه ، أو صفة ، أو متعلق بـ { يُنَزِّلُ } و { مِنْ } للسببية و { أَنْ أَنْذِرُوۤاْ } بدل من الروح . أي : أخبروهم بالتوحيد والتقوى . فقوله : { فَٱتَّقُونِ } من جملة المنذر به . أو هو خطاب للمستعجلين ، على طريقة الالتفات . والفاء فصيحة أي : إذا كانت سنته تعالى ذلك ، فاتقون ، بما ينافيه من الإشراك وفروعه ، من الاستعجال . قال الزمخشريّ : ثم دل على وحدانيته ، وأنه لا إله إلا هو ، بما ذكر ، مما لا يقدر عليه غيره ، من خلق السماوات والأرض ، وخلق الإنسان وما يصلحه ، وما لا بد له منه من خلق البهائم لأكله وركوبه وجر أثقاله وسائر حاجاته . وخلق ما لا يعلمون من أصناف خلائقه . ومثله متعال عن أن يشرك به غيره ، بقوله سبحانه : { خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ … } .