Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 16, Ayat: 72-74)

Tafsir: Maḥāsin at-Taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَٱللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِّنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً } أي : في جنسكم وشكلكم إناثا أزواجاً لتأنسوا بها وتحصل المودة والألفة والرحمة { وَجَعَلَ لَكُمْ مِّنْ أَزْوَاجِكُم بَنِينَ وَحَفَدَةً } أي : بنات وأولاد أولاد { وَرَزَقَكُم مِّنَ ٱلطَّيِّبَاتِ أَفَبِٱلْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ } وهو منفعة الأصنام وشفاعتها { وَبِنِعْمَتِ ٱللَّهِ هُمْ يَكْفُرُونَ } أي : في إضافة نعمه إلى الأصنام ، أو في تحريم ما أحل لهم { وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ مَا لاَ يَمْلِكُ لَهُمْ رِزْقاً مِّنَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ شَيْئاً } أي : من مطر أو نبات و { شَيْئاً } نصب على المفعولية من ( رزق ) إن كان مصدراً ، وإن جعل اسماً للمرزوق فـ { شَيْئاً } بدل منه بمعنى قليلاً . و { مِّنَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ } متعلق بـ { يَمْلِكُ } على كون الرزق مصدراً : أو هو صفة لـ { رِزْقاً } { وَلاَ يَسْتَطِيعُونَ } أي : أن يتملكوه . أوْ لا استطاعة لهم أصلاً . أو الضمير للمشركين . أي : ولا يستطيعون ، مع أنهم أحياء متصرفون ، فكيف بالجماد ؟ { فَلاَ تَضْرِبُواْ لِلَّهِ ٱلأَمْثَالَ } أي : فلا تجعلوا له أنداداً وأمثالاً . والضرب للمثل فيه معنى الجعل . والأمثال جمع ( مثل ) بكسر فسكون على هذا ، وقيل جمع ( مَثَل ) بفتحتين والآية استعارة تمثيلية للإشراك به . حيث جعل المشرك به الذي يشبهه بخلقه ، بمنزلة ضارب المثل . فإن المشبه المخذول يشبه صفة بصفة ، وذاتاً بذات . كما أن ضارب المثل كذلك . فكأنه قيل : ولا تشركوا . وعدل عنه لما ذكر ، دلالة على التعميم في النهي عن التشبيه وصفاً وذاتاً . وفي لفظة { ٱلأَمْثَالَ } لمن لا مثال له ، نعيٌ عظيم على سوء فعلهم . كذا في ( شرح الكشاف ) . { إِنَّ ٱللَّهَ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ } أي : يعلم قبح ما تشركون وأنتم لا تعلمونه . ولو علمتموه لما جرأتم عليه ، فهو تعليل للنهي . أو يعلم كنه الأشياء وأنتم لا تعلمونه . فدعوا رأيكم وقياسكم دون نصه . ولما نهاهم عن ضرب المثل الفعليّ وهو الإشراك ، عقبه بالكشف لذي البصيرة ، عن حالهم في تلك الغفلة ، وحال من تابعهم ، بقوله سبحانه : { ضَرَبَ ٱللَّهُ مَثَلاً … } .