Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 16, Ayat: 92-92)
Tafsir: Maḥāsin at-Taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَلاَ تَكُونُواْ كَٱلَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِن بَعْدِ قُوَّةٍ أَنكَاثاً } تأكيد لوجوب الوفاء وتحريم النقض . أي : لا تكونوا في نقض الأيمان كالمرأة التي أنحت على غزلها ، بعد أن أحكمته وأبرمته ، فجعلته أنكاثاً ، أي : أنقاضاً ، جنوناً منها وحمقاً . ففي التمثيل إشارة إلى أن ناقض يمينه خارج من الرجال الكمّل ، داخل في زمرة النساء . بل في أدناهن ، وهي الخرقاء . وقوله تعالى : { تَتَّخِذُونَ أَيْمَانَكُمْ دَخَلاً بَيْنَكُمْ } حال من الضمير في { وَلاَ تَكُونُواْ } أي : لا تكونوا مشابهين لامرأة هذا شأنها ، حال كونكم مُتخذين أيمانكم مفسدة بينكم { أَن تَكُونَ أُمَّةٌ هِيَ أَرْبَىٰ مِنْ أُمَّةٍ } أي : سبب أن تكون جماعة ، كقريش ، هي أزيد عدداً وأوفر مالاً من جماعة كالمؤمنين { إِنَّمَا يَبْلُوكُمُ ٱللَّهُ بِهِ } أي : يعاملكم معاملة من يختبركم بكونهم أربى ، لينظر أتتمسكون بحبل الوفاء بعهد الله وما عقدتم على أنفسكم ووكدتم من أيمان البيعة لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، أم تغترّون بكثرة قريش وثروتهم وقوتهم ، وقلة المؤمنين وفقرهم وضعفهم ؟ { وَلَيُبَيِّنَنَّ لَكُمْ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ مَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ } أي : فيتميز المحق من المبطل ، بما يظهر من درجات الثواب والعقاب . وهو إنذار وتحذير من مخالفة ملة الإسلام . تنيبه قال أبو علي الزجاجيّ ، من أئمة الشافعية : في هذه الآية أصل لما يقوله أصحابنا ، من إبطال الدور . لأن الله تعالى ذم من أعاد على الشيء بالإفساد بعد إحكامه . نقله في ( الإكليل ) .