Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 16, Ayat: 91-91)

Tafsir: Maḥāsin at-Taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَأَوْفُواْ بِعَهْدِ ٱللَّهِ إِذَا عَاهَدتُّمْ وَلاَ تَنقُضُواْ ٱلأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ ٱللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلاً إِنَّ ٱللَّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ } . روى ابن جرير عن بريدة قال : نزلت في بيعة النبيّ صلى الله عليه وسلم . كان مَنْ أسلم بايع النبيّ على الإسلام ، فأُمروا بالوفاء بهذه البيعة وأن لا ينقضوها بعد توكيدها بالإيمان . أي : لا يحملنكم قلة المؤمنين وكثرة المشركين أن تنقضوا البيعة التي بايعتم على الإسلام . وظاهر أن العهد يتناول كل أمر يجب الوفاء بمقتضاه ، مما يلتزمه المرء باختياره كالمبايعة على الإسلام . وعهد الجهاد وما التزمه من نذر وما أكده بِحلْف . وعلى هذا ، فتخصيص اليمين بالذكر ، للتنبيه على أنه أولى أنواع العهد بوجوب الرعاية . و ( التوكيد والتأكيد ) ، لغتان فصيحتان . والأصل الواو ، والهمزة بدل منها . والواو في قوله : { وَقَدْ جَعَلْتُمُ ٱللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلاً } للحال من فاعل { تَنقُضُواْ } أو من فاعل المصدر وإن كان محذوفاً . ومعنى : { كَفِيلاً } شهيداً رقيباً . و ( الجعل ) مجاز . فإن من حلف به تعالى وهو مطلع عليه فكأنه جعله شاهداً . قال الشهاب : ولو أبقى ( الكفيل ) على ظاهره ، وجعل تمثيلاً لعدم تخلصهم من عقوبته ، وأنه يسلمهم لها كما يسلم الكفيل من كفله ، كما يقال : ( من ظلم فقد أقام كفيلا بظلمه ) تنبيهاً على أنه لا يمكنه التخلص من العقوبة كما ذكره الراغب - لكان معنى بليغاً جداً . وقوله تعالى : { إِنَّ ٱللَّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ } كالتفسير لما قبله . وفيه ترغيب وترهيب . تنبيه في الآية الحث على البرّ في الأيمان . وجليٌّ أنها فيما فيه طاعة وبرّ وتقوى . وأما فيما عدا ذلك فالخير في نقضها . وقد دل عليه ما ثبت عن النبيّ صلى الله عليه وسلم في الصحيحين أنه قال : " إني ، والله ! إن شاء الله لا أحلف على يمين فأرى غيرها خيراً منها ، إلا أتيت الذي هو خير وتحللتها " وفي رواية : " وكفَّرت عن يميني " فالحديث في معنى ، والآية في معنى آخر . فلا تعارض ، كما وهم .