Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 17, Ayat: 99-99)

Tafsir: Maḥāsin at-Taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ أَوَلَمْ يَرَوْاْ } أي : يعلموا { أَنَّ ٱللَّهَ ٱلَّذِي خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضَ قَادِرٌ عَلَىٰ أَن يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ } أي : يوم القيامة . يُنْشِئُهُمْ نشأة أخرى ويعيدهم كما بدأهم . والمعنى : قد علموا بدليل العقل أن من قدر على خلق السماوات والأرض ، فهو قادر على خلق أمثالهم من الإنس . لأنهم ليسوا بأشد خَلْقاً منهن . كما قال : { ءَأَنتُمْ أَشَدُّ خَلْقاً أَمِ ٱلسَّمَآءُ } [ النازعات : 27 ] ولا الإعادة أصعب عليه من الإبداء . بل هي أهون . قال الشهاب : ولا حاجة إلى جعل ( مثل ) هنا كناية عنهم . كقوله : ( مثلك لا يبخل ) مع أنه صحيح . ولو جعل خلق مثلهم عبارة عن الإعادة ، كان أحسن { وَجَعَلَ لَهُمْ أَجَلاً لاَّ رَيْبَ فِيهِ } أي : جعل لإعادتهم وإقامتهم من قبورهم أجلاً مضروباً ومدة مقدرة لابد من انقضائها . كما قال تعالى : { وَمَا نُؤَخِّرُهُ إِلاَّ لأَجَلٍ مَّعْدُودٍ } [ هود : 104 ] { فَأَبَىٰ ٱلظَّالِمُونَ } أي : بعد قيام الحجة عليهم ووضوح الدليل : { إِلاَّ كُفُوراً } أي : جحوداً وتمادياً في باطلهم وضلالهم . لطيفة قال الشهاب : هذه الجملة - جملة { وَجَعَلَ } إلخ - معطوفة على جملة { أَوَلَمْ يَرَوْاْ } لأنها وإن كانت إنشائية ، فهي مؤولة بخبرية - كما في ( شرح الكشاف ) إذ معناها : قد علموا بدلالة العقل أنه قادر على البعث والإعادة { وَجَعَلَ لَهُمْ } أي : لإعادتهم { أَجَلاً } وهو يوم القيامة يعني أنهم علموا إمكانها وإخبار الصادق بها وضربه لها أجلا . فيجب التصديق به . أو جعل لهم أجلاً ، وهو الموت والانسلاخ عن الحياة . ولا يخفى على عاقل أنه لم يخلق عبثا . فلا بد أن يجزى بما عمله في هذه الدار . فلا معنى للإنكار . فظهر ارتباط المتعاطفين ، لفظاً ومعنى و { لاَّ رَيْبَ فِيهِ } ظاهر على الثاني . وعلى الأول معناه : لا ينبغي إنكاره لمن تدبر . وقيل : إنها معطوفة على قوله : { يَخْلُقَ } .