Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 18, Ayat: 19-19)

Tafsir: Maḥāsin at-Taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَكَذٰلِكَ بَعَثْنَاهُمْ } أي : وكما أنمناهم تلك النومة ، بعثناهم صحيحة أبدانهم وأشعارهم وأبشارهم ، لم يفقدوا من هيئاتهم وأحوالهم شيئاً ، ادّكاراً بقدرته على الإنامة والبعث جميعاً . قال ابن كثير : وذلك بعد ثلاثمائة سنة وتسع سنين . وقوله تعالى : { لِيَتَسَآءَلُوا بَيْنَهُمْ } أي : ليسأل بعضهم بعضاً ويعرفوا حالهم وما صنع الله بهم ، فيعتبروا ويستدلوا على عظم قدرة الله تعالى ، ويزدادوا يقيناً ، ويشكروا ما أنعم الله به عليهم وكرِّموا به . أفاده الزمخشري . وبه يتبين أن البعث علة للتساؤل . ومن جعل اللام للعاقبة ، لَحَظَ أن الغرض من فعله تعالى : إظهار كمال قدرته . { قَالَ قَائِلٌ مِّنْهُمْ كَم لَبِثْتُمْ } أي : رقدتم . اعترافاً بجهل نفسه أو طلباً للعلم من غيره ، وإن لم يظهر كونه على اليقين { قَالُواْ لَبِثْنَا يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ } قال ابن كثير : كأنه كان دخولهم إلى الكهف في أول نهارٍ ، واستيقاظهم كان في آخر نهار . ولهذا قالوا : أو بعض يوم . وقال المهايميّ : فمن نظر إلى أنهم دخلوا غدوة وانتبهوا عشية ، ظن أنهم لبثوا يوماً ، ومن نظر إلى أنه قد بقيت من النهار بقية ، ظن أَنهم لبثوا بعض يوم . فهم مع ما أعطوا من الكرامات يتكلمون بالظن . فالوليّ يجوز أن يتكلم بالظن فيما ليس من الأصول ، ويجوز أن يخطئ . وقال الزمخشري : جواب مبني على غالب الظن . وفيه دليل على جواز الاجتهاد والقول بالظن الغالب . وأنه لا يكون كذباً . وأن جاز أن يكون خطأ . { قَالُواْ رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثْتُمْ } إنكار عليهم من بعضهم ، وأن الله أعلم بمدة لبثهم . كأن هؤلاء قد علموا بالأدلة ، أو بإلهام من الله أن المدة متطاولة ، وأن مقدارها مبهم . فأحالوا تعيينها على ربهم . { فَٱبْعَثُواْ أَحَدَكُمْ بِوَرِقِكُمْ هَـٰذِهِ } أي : المأخوذة للتزود و ( الورِق ) : الفضة : { إِلَىٰ ٱلْمَدِينَةِ } أي : التي فررتم عنها { فَلْيَنْظُرْ أَيُّهَآ أَزْكَىٰ طَعَاماً } أي : أطيب . { فَلْيَأْتِكُمْ بِرِزْقٍ مِّنْهُ وَلْيَتَلَطَّفْ } أي : في المبايعة واختيار الطعام . أو في أمره بالتخفي ، حتى لا يشعر بحالكم ودينكم { وَلاَ يُشْعِرَنَّ بِكُمْ أَحَداً } .