Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 18, Ayat: 20-20)
Tafsir: Maḥāsin at-Taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ إِنَّهُمْ إِن يَظْهَرُواْ عَلَيْكُمْ } يطلعوا على مكانكم { يَرْجُمُوكُمْ } أي : يقتلوكم بالحجارة { أَوْ يُعِيدُوكُمْ فِي مِلَّتِهِمْ } أي : يدخلوكم فيها بالإكراه العنيف { وَلَن تُفْلِحُوۤاْ إِذاً أَبَداً } أي : إذا صرتم إلى ملتهم . قال القاشانيّ : ظهور العوامّ ، واستيلاء المقلدة والحشوية المحجوبين ، وأهل الباطل المطبوعين ، ورجمهم أهل الحق ، ودعوتهم إياهم إلى ملتهم - ظاهر . كما كان في أوائل البعثة النبوية . لطائف الأولى : قال الزمخشريّ : فإن قلت : كيف وصلوا قولهم : { فَٱبْعَثُواْ } بتذاكر حديث المدة ؟ قلت : كأنهم قالوا : ربكم أعلم بذلك . لا طريق لكم في علمه . فخذوا في شيء آخر مما يهمكم . انتهى . ورأى المهايميّ : أن قولهم : { فَٱبْعَثُواْ } من تتمة حديث المدة ، قصد به تفحصها . كأنهم لما أحالوا تعيينها على الله تعالى بقوله : { رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثْتُمْ } [ الكهف : 19 ] قالوا : هذه الإحالة لا تمنع من طلب العلم بالمدة . ولو في ضمن أمْرٍ آخر ، فاطلبوه في ضمن حاجة لنا . وهي أن تبعثوا أحدكم بورقكم هذه لئلا نحوج إلى السؤال عن المدة . لا سيما في مكان يمنع من الإجابة إلى المسؤول به ، فيفضي إلى الهلاك . الثانية : قال في ( الإكليل ) : قوله تعالى : { فَٱبْعَثُواْ } الآية ، أصل في الوكالة والنيابة . قال ابن العربيّ : وهي أقوى آية في ذلك . قال الكيا : وفيها دليل على جواز خلط دراهم الجماعة والشراء بها والأكل من الطعام بينهم بالشركة ، وإن تفاوتوا في الأكل . الثالثة : دلّ قوله تعالى عنهم : { فَلْيَنْظُرْ أَيُّهَآ أَزْكَىٰ طَعَاماً } [ الكهف : 19 ] على مشروعية استجادة الطعام واستطابته بأقصى ما يمكن ؛ لصيغة التفضيل . فإن الغذاء الأزكى المتوفر فيه الشروط الصحية يفيد الجسم ولا يتعبه ولا يكدره ؛ ولذلك يجب طبّاً الاعتناء بجودته وتزكيته ، كما فصّل في قوانين الصحة . الرابعة قال الرازي : ( الرجم ) بمعنى : القتل ، كثير في التنزيل كقوله : { وَلَوْلاَ رَهْطُكَ لَرَجَمْنَاكَ } [ هود : 91 ] وقوله : { أَن تَرْجُمُونِ } [ الدخان : 20 ] وأصله : الرمي ، أي : بالرجام وهي الحجارة . ولا يبعد إرادة الحقيقة في موارده كلها ، زيادة في التهويل . فإن الرجم أخبث أنواع القتل . وقوله تعالى : { وَكَذٰلِكَ أَعْثَرْنَا … } .