Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 18, Ayat: 1-1)

Tafsir: Maḥāsin at-Taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ ٱلْحَمْدُ لِلَّهِ ٱلَّذِي أَنْزَلَ عَلَىٰ عَبْدِهِ ٱلْكِتَابَ } قدَّمنا أن كثيراً ما تفتح السور وتختم بالحمد ، إشارة إلى أنه المحمود على كل حال { لَهُ ٱلْحَمْدُ فِي ٱلأُولَىٰ وَٱلآخِرَةِ } [ القصص : 70 ] وتعليما للعباد أدب افتتاح كل أمر ذي بال واختتامه . وذلك بالثناء على الله تبارك وتعالى بنعمه العظمى ومننه الكبرى . وفي إيثار إنزال التنزيل من بين سائر نعوته العليّة ، تنبيه على أنه أعظم نعمائه . فإنه الهادي إلى ما فيه كمال العباد ، والداعي إلى ما به ينتظم صلاح المعاش والمعاد . ولا شيء في معناه يماثله . وفي ذكر الرسول صلى الله عليه وسلم بعنوان العبودية ، تنبيه على عظمة المنزَل والمنزَل عليه . كما تدل عليه الإضافة الاختصاصية ، كما تقدم في سورة الإسراء . وإشعار بأن شأن الرسول أن يكون عبداً للمرسِل لا كما زعمت النصارى في حق عيسى عليه السلام . وتعريفُ الكتاب للعهد . أي : الكتاب الكامل الغنيّ عن الوصف بالكمال ، المعروف بذلك من بين الكتب الحقيق باختصاص اسم الكتاب به . وهو عبارة عن جميع القرآن . أو عن جميع المنزل حينئذ . وتأخيره عن الجار والمجرور ، مع أن حقه التقديم عليه ، ليتصل به قوله سبحانه : { وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجَا } أي : شيئاً من العوج ، باختلال في نظمه وتناف في معانيه . أو زيغ وانحراف عن الدعوة إلى الحق . بل جعله مزيلاً للعوج ؛ إذ جعله : { قَيِّماً لِّيُنْذِرَ بَأْساً … } .