Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 18, Ayat: 37-37)
Tafsir: Maḥāsin at-Taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ } أي : الذي عيّر بالفقر تعييراً له على كفره { وَهُوَ يُحَاوِرُهُ } أي : يراجعه كلام التعيير على الكفر محاورته كلام التعيير على الفقر ، في ضمن النكر عليه { أَكَفَرْتَ بِٱلَّذِي خَلَقَكَ مِن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ } أي : يجعل التراب نباتاً ثم جعله غذاء يتولد منه النطفة { ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلاً } أي : عدّلك وكملك إنساناً ذكراً بالغاً مبلغ الرجال . قال أبو السعود : والتعبير عنه تعالى بالموصول ؛ للإشعار بعليّة ما في حيز الصلة ، لإنكار الكفر . والتلويح بدليل البعث الذي نطق به قوله تعالى عز من قائل : { يٰأَيُّهَا ٱلنَّاسُ إِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّنَ ٱلْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِّن تُرَابٍ } [ الحج : 5 ] الآية ، وكما قال تعالى : { كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِٱللَّهِ وَكُنْتُمْ أَمْوَٰتاً فَأَحْيَٰكُمْ } [ البقرة : 28 ] الآية . قال ابن كثير : أي : كيف تجحدون ربكم ، ودلالته عليكم ظاهرة جلية ، كل أحد يعلمها من نفسه . فإنه ما من أحد من المخلوقات إلا ويعلم أنه كان معدوما ثم وجد . وليس وجوده من نفسه ولا مستنداً إلى شيء من المخلوقات ، لأنه بمثابته . فعلم إسناد إيجاده إلى خالقه ، وهو الله لا إله إلا هو خالق كل شيء . ولهذا قال صاحبه المؤمن : { لَّٰكِنَّاْ هُوَ ٱللَّهُ … } .