Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 19, Ayat: 37-37)

Tafsir: Maḥāsin at-Taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ فَٱخْتَلَفَ ٱلأَحْزَابُ مِن بَيْنِهِمْ } أي : اختلف قول أهل الكتاب في عيسى ، بعد بيان أمره ووضوح حاله . وأنه عبده ورسوله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه . فأصرت اليهود منهم على بهت أمه وقرفه بالسحر . وانقسمت النصارى في أمره انقساماً يفوت الحصر . وكله ضلال وشرك وكفر . وقد هدى الله الذين آمنوا لما اختلف فيه من الحق بإذنه . وهذا من فضله تعالى ومنّه { فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ كَفَرُواْ مِن مَّشْهَدِ يَوْمٍ عَظِيمٍ } يعني : بالذين كفروا المختلفين . عبّر عنهم بالموصول إيذاناً بكفرهم جميعاً وإشعاراً بعلة الحكم . وفي { مَّشْهَدِ } ستة أوجه . لأنه مصدر ميمي أو اسم زمان أو مكان . وعلى كل فهو إما من ( الشهود ) أي : الحضور أو ( الشهادة ) . وهذا معنى قول الزمخشري : أي : في شهودهم هول الحساب والجزاء إلى يوم القيامة . أو من مكان الشهود فيه وهو الموقف . أو من وقت الشهود . أو من شهادة ذلك اليوم عليهم ، وأن تشهد عليهم الملائكة والأنبياء وألسنتهم وأيديهم وأرجلهم بالكفر وسوء الأعمال . أو من مكان الشهادة أو وقتها . وقيل : معناه ما شهدوا به في عيسى وأمه . فعظمه لعظم ما فيه أيضاً . كقوله : { كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ } [ الكهف : 5 ] وفيه وعيد لهم وتهديد شديد . وذلك لأنه لا أظلم ممن كذب بالحق لما جاءه . وقوله تعالى : { أَسْمِعْ بِهِمْ … } .