Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 2, Ayat: 67-67)
Tafsir: Maḥāsin at-Taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَإِذْ قَالَ مُوسَىٰ لِقَوْمِهِ } بني إسرائيل { إِنَّ ٱللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُواْ بَقَرَةً } وذلك أنه وجد قتيل فيهم ، وكانوا يطالبون بدمه ، فأمرهم الله بذبح بقرة وأن يضربوه ببعضها ليحيى ويخبر بقاتله { قَالُوۤاْ } استئناف وقع جوابا عما ينساق إليه الكلام ، كأنه قيل : فماذا صنعوا ؟ هل سارعوا إلى الامتثال أو لا ؟ . فقيل : { قَالُوۤاْ أَتَتَّخِذُنَا هُزُواً } بضم الزاي وقلب الهمزة واواً ، وقرئ بالهمزة مع الضم والسكون . أي : أتجعلنا مكان هُزُوٍ ، أو أهل هُزُوٍ ، أو مهزوّاً بنا ، أو نفس الهزو ، للمبالغة . وأشعر جوابهم ما ثبت من فظاظتهم ، إذ فيه سوء الأدب على من ثبتت رسالته وقد علموها . { قَالَ } استئناف كما سبق { أَعُوذُ بِٱللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ ٱلْجَاهِلِينَ } لأن الهزؤ في أثناء تبليغ أمر الله سبحانه ، جهل وسفه . نفى عنه ، عليه السلام ، ما توهموه من قِبَلِهِ على أبلغ وجه ، وآكده ، بإخراجه مخرج ما لا مكروه وراءه بالاستعاذة منه ، استفظاعاً له ، واستعظاماً لما أقدموا عليه من العظيمة التي شافهوه ، عليه السلام ، بها . والعَوْذ : اللجأ من متخوَّف لكافٍ يكفيه . والجهل : التقدم في الأمور بغير علم .