Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 2, Ayat: 68-68)

Tafsir: Maḥāsin at-Taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ قَالُواْ } تمادياً في الغلظة { ٱدْعُ لَنَا } أي : لأجلنا { رَبَّكَ يُبَيِّن لَّنَا مَا هِيَ } ما حالها ، وصفتها . وذلك أنهم تعجبوا من بقرة ميتة يضرب ببعضها ميت فيحي . فسألوا عن صفة تلك البقرة العجيبة الشأن . الخارجة عما عليه البقر ، { مَا } وإن شاعت في طلب مفهوم الحقيقة ، لكنها قد يطلب بها الصفة والحال . تقول : ما زيد ؟ فيقال : طبيب أو عالم . { قَالَ } أي : موسى عليه السلام ، بعد ما دعا ربه عز وجل بالبيان ، وأتاه الوحي . { إِنَّهُ } تعالى { يَقُولُ إِنَّهَا } أي : البقرة المأمور بذبحها { بَقَرَةٌ لاَّ فَارِضٌ } أي : لا مسنّة . وقد فرضت فروضاً ، فهي فارض ، أي : أسنّت . من الفرض بمعنى القطع . كأنها قطعت سنّها وبلغت آخرها . { وَلاَ بِكْرٌ } أي : لا فتيّة صغيرة لم يُلَقِّحْها الفحل . { عَوَانٌ } أي : نصف { بَيْنَ ذٰلِكَ } أي : سِنَّي الفارض والبكر { فَٱفْعَلُواْ مَا تُؤْمَرونَ } هذا أمر من جهة موسى عليه السلام متفرع على ما قبله من بيان صفة المأمور به . وفيه حثٌ على الامتثال ، وزجر عن المراجعة . ومع ذلك لم يفعلوا ، بل سألوا بيان اللون بعد بيان السنّ بأن : { قَالُواْ ٱدْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لَّنَا مَا لَوْنُهَا قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا … } .