Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 22, Ayat: 11-11)

Tafsir: Maḥāsin at-Taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يَعْبُدُ ٱللَّهَ عَلَىٰ حَرْفٍ } شروع في حال المذبذبين ، إثر بيان حال المهاجرين . أي ومنهم من يعبده تعالى على طرف من الدين ، لا في وسطه وقلبه . وهذا مثل لكونهم على قلق واضطراب في دينهم ، لا على سكون وطمأنينة . كالذي ينحرف إلى طرف الجيش . فإن أحس بظفر وغنيمة قر وإلا فَرَّ { فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ } أي : دنيوي من صحة وسعة { ٱطْمَأَنَّ بِهِ } أي : ثبت على ما كان عليه ظاهراً { وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ } أي : ما يفتتن به من مكروه ينزل به { ٱنْقَلَبَ عَلَىٰ وَجْهِهِ } أي : رجع إلى ما كان عليه من الكفر { خَسِرَ } أي : بهذا الانقلاب { ٱلدُّنْيَا وَٱلأَخِرَةَ } أي : ضيعهما بذهاب عصمته ، وحبوط عمله ، بالارتداد { ذٰلِكَ هُوَ ٱلْخُسْرَانُ ٱلْمُبِينُ } أي : الواضح الذي لا يخفى على ذي بصيرة . تنبيه قال ابن جرير : يعني جل ذكره بقوله { وَمِنَ ٱلنَّاسِ … } الخ أعرابا كانوا يقدمون على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، مهاجرين من باديتهم . فإن نالوا رخاء ، من عيش بعد الهجرة ، والدخول في الإسلام ، أقاموا على الإسلام . وإلا ارتدوا على أعقابهم . وبنحو الذي قلنا قال أهل التأويل . ثم أسنده من طرق . وهذا مما يؤيد أن السورة مدنية كما قاله جمع . وتقدم ذلك . وقوله تعالى : { يَدْعُواْ مِن … } .