Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 22, Ayat: 8-10)

Tafsir: Maḥāsin at-Taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ ومِنَ ٱلنَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي ٱللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلاَ هُدًى وَلاَ كِتَابٍ مُّنِيرٍ } أي : يجادل في شأنه تعالى من غير تمسك بعلم ضروري ، ولا باستدلال ونظر صحيح ، يهدي إلى المعرفة . ولا بوحي مظهر للحق . أي : بل بمجرد الرأي والهوى . وهذه الآية في حال الدعاة إلى الضلال من رؤوس الكفر المقلدين - بفتح اللام - كما أن ما قبلها في حال الضلال الجهال المقلدين - بكسر اللام - فلا تكرار أو أنهما في الدعاة المضلين واعتبر تغاير أوصافهم فيها ، فلا تكرار أيضاً . قال في ( الكشف ) : والأول أظهر وأوفق بالمقام . وكذا اختاره أبو مسلم فيما نقله عنه الرازي ، ثم قال : فإن قيل كيف يصح ما قلتم ، والمقلد لا يكون مجادلا ؟ قلنا : قد يجادل تصويبا لتقليده . وقد يورد الشبهة الظاهرة إذا تمكن منها ، وإن كان معتمده الأصلي هو التقليد . وقوله : { ثَانِيَ عِطْفِهِ } حال من فاعل ( يجادل ) أي : عاطفا لجانبه إعراضاً واستكباراً عن الحق ، إذا دعي إليه . قال الزمخشري : ثنى العطف عبارة عن الكبر والخيلاء . كتصعير الخد ، وليّ الجيد . وقوله : { لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ } أي : ليصد عن دينه وشرعه ، متعلق بـ ( يجادل ) علة له { لَهُ فِي ٱلدُّنْيَا خِزْيٌ } أي : إهانة ومذلة ، كما أصابه يوم بدر من الصغار والفشل { وَنُذِيقُهُ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ عَذَابَ ٱلْحَرِيقِ } أي : النار المحرقة { ذٰلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ يَدَاكَ } على الالتفات ، أو إرادة القول . أي : يقال له يوم القيامة : ذلك الخزي والتعذيب بسبب ما اقترفته من الكفر والضلال والإضلال . وإسناده إلى ( يديه ) ، لما أن الاكتساب عادة يكون بالأيدي { وَأَنَّ ٱللَّهَ لَيْسَ بِظَلَّٰمٍ لِّلعَبِيدِ } أي : بل هو العدل في معاقبة الفجار ، وإثابة الصالحين .