Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 25, Ayat: 48-49)

Tafsir: Maḥāsin at-Taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَهُوَ ٱلَّذِيۤ أَرْسَلَ ٱلرِّيَاحَ بُشْرَاً } أي : ناشرات للسحاب وفي قراءة { بُشْرَاً } بضم الموحدة بدل النون وسكون الشين ، أي مبشرات { بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ } أي : قدام المطر . وهي استعارة بديعة . استعيرت الرحمة للمطر ثم رشحت . كقوله : { يُبَشِّرُهُمْ رَبُّهُم بِرَحْمَةٍ مِّنْهُ } [ التوبة : 21 ] وجعلها بين يديه تتمة لها . لأن البشير يتقدم المبشر به . ويجوز أن تكون تمثيلية . و ( بشرا ) من تتمة الاستعارة ، داخل في جملتها . ومن قرأ ( نشراً ) كان تجريداً لها . لأن النشر يناسب السحاب { وَأَنزَلْنَا مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءً طَهُوراً } أي : مطهراً ؛ لقوله : { لِّيُطَهِّرَكُمْ بِهِ } [ الأنفال : 11 ] . وهذه الآية أصل في الطهارة بالماء . قال القاضي : وتوصيف الماء به إشعار بالنعمة فيه ، وتتميم للمنة فيما بعده . فإن الماء الطهور أهنأ وأنفع مما خالطه ما يزيل طهوريته . وتنبيه على أن ظواهرهم لما كانت مما ينبغي أن يطهروها ، فبواطنهم بذلك أولى { لِّنُحْيِـيَ بِهِ بَلْدَةً مَّيْتاً } أي : بإنبات النبات { وَنُسْقِيَهُ } أي : ذلك الماء { مِمَّا خَلَقْنَآ أَنْعَاماً وَأَنَاسِيَّ كَثِيراً } قال الكرخي : خص الأنعام بالذكر ، لأنها ذخيرتنا ومدار معاش أكثر أهل المدر . ولذلك قدم سقيها على سقيهم ، كما قدم عليها إحياء الأرض . فإنها سبب لحياتها وتعيشها ، فقدم ما هو سبب حياتهم ومعاشهم .