Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 26, Ayat: 172-176)
Tafsir: Maḥāsin at-Taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِم مَّطَراً } أي : عظيماً غير معهود ، هلكوا به { فَسَآءَ مَطَرُ ٱلْمُنذَرِينَ * إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُم مُّؤْمِنِينَ * وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ ٱلْعَزِيزُ ٱلرَّحِيمُ * كَذَّبَ أَصْحَابُ لْئَيْكَةِ ٱلْمُرْسَلِينَ } وهم أهل مدين . ووهِمَ من زعم أنهما أمتان أرسل إليهما شعيب عليه السلام : فإنهم أمة واحدة كانوا يقطنون ( مدين ) أضيفوا إليها تارة وأخرى إلى ما حوتها من الأيكة ، وهي الأشجار الكثيرة الملتفة المجتمعة في مكان واحد . قال الحافظ ابن كثير : والصحيح أنهم أمة واحدة . وصفوا في كل مقام بشيء . ولهذا وعظ هؤلاء وأمرهم بوفاء المكيال والميزان ، كما في قصة مدين سواء بسواء . فدل ذلك على أنهما أمة واحدة . تنبيه قال أبو عمرو : وكتب في جميع المصاحف ( ليكة ) في الشعراء و ( ص ) ، بلام من غير ألف قبلها . وفي الحجر وق ( الأيكة ) ولذا قرأ نافع وابن كثير وابن عامر بلام مفتوحة ، من غير همز قبلها ولا بعدها . ونصب التاء غير منصرف . والباقون ( الأيكة ) بإسكان اللام وهمز وصل قبله ، وهمزة قطع مفتوحة بعده ، وجر التاء . وحمزة وصلا ووقفا على أصله . وقراءة الأولين استشكلها أبو علي الفارسيّ وغيره ، بأنه لا وجه للفتح . لأن نقل حركة الهمزة لا يقتضي تغيير الإعراب من الكسر إلى الفتح . أي : فإن العرب تقول في الأحمر ( الحمر والحمر ) وإثبات الألف واللام في ( الأيكة ) في سائر القرآن يدل - كما قال الزجاج - على أن حذف الهمزة منها التي هي ألف الوصل ، بمنزلة قولهم : ( لحمَر ) وقرئ ( ليكة ) بالجر على الإضافة في غير السبع . لكن قال الزمخشري : هو الوجه . ومن قرأ بالنصب ، وزعم أن ليكة ، بوزن ليلة ، اسم بلد ، فتوهم قاد إليه خط المصحف حيث وجدت مكتوبة في هذه السورة وفي سورة ( ص ) بغير ألف . وفي المصحف أشياء كتبت على خلاف قياس الخط المصطلح عليه . وإنما كتبت في هاتين السورتين على حكم لفظ اللافظ . كما يكتب أصحاب النحو - لأن ولولي - على هذه الصورة ، لبيان لفظ المخفف . وقد كتبت في سائر القرآن على الأصل . والقصة واحدة . على أن ( ليكة ) اسم لا يعرف . انتهى .