Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 26, Ayat: 220-222)
Tafsir: Maḥāsin at-Taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ إِنَّهُ هُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلْعَلِيمُ } أي : لما تقوله وبما تنويه { هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلَىٰ مَن تَنَزَّلُ ٱلشَّيَاطِينُ } أي ( تتنزل ) وهو استئناف مسوق لبيان استحالة تنزل الشياطين على رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد امتناع تنزلهم بالقرآن { تَنَزَّلُ عَلَىٰ كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ } أي : كذاب في قوله ، في الكلام من وجه إلى آخر ، ولا يبالي بذلك . لأنه أثيم كثير الإثم والفجور في فعله . وحيث كان المقام النبويّ منزها عن ذلك ، اتضح استحالة تنزلهم عليه . قال القاشانيّ : لأن تنزلهم لا يكون إلا عند استعداد قبول النفوس لنزولها ، بالمناسبة في الخبث والكيد والمكر والقدر والخيانة وسائر الرذائل . فمن تجرد عن صفات النفس ، وترقى إلى جناب القدس ، وتنورت نفسه بالأنوار الروحية ومصابيح الشهب السبوحية ، وأشرق عقله بالاتصال بالعالم الأعلى ، فلا يمكن للشياطين أن يتنزلوا عليه ، ولا أن يتلقفوا المعارف والحقائق والشرائع . فإنهم معزولون عن استماع كلام الملكوت الأعلى ، مرجومون بشهب الأنوار القدسية . وقوله تعالى : { قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُمْ } [ المائدة : 60 ] تقرير لقوله تعالى : { وَمَا يَنبَغِي لَهُمْ وَمَا يَسْتَطِيعُونَ } [ الشعراء : 211 ] لأن الإفك والإثم من لوازم النفوس الكدرة الخبيثة المظلمة السفلية ، المستمدة من الشياطين بالمناسبة ، المستدعية لإلقائهم وتنزلهم بحسب الجنسية . انتهى .