Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 26, Ayat: 82-82)

Tafsir: Maḥāsin at-Taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَٱلَّذِيۤ أَطْمَعُ أَن يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ ٱلدِّينِ } أي : الجزاء . وخطيئته ما كان يراها هو صلوات الله عليه ويعدّها بالنسبة لمقامه الكريم . قال أبو السعود : ذكره عليه الصلاة والسلام هضماً لنفسه وتعليماً للأمة أن يجتنبوا المعاصي ويكونوا على حذر وطلب مغفرة لما يفرط منهم وتلافيا لما عسى يندر منه عليه السلام من الصغائر ، وتنبيهاً لأبيه وقومه على أن يتأملوا في أمرهم فيقفوا على أنهم من سوء الحال في درجة لا يقادر قدرها ، فإن حاله عليه السلام ، مع كونه في طاعة الله تعالى وعبادته ، في الغاية القاصية ، حيث كانت بتلك المثابة . فما ظنك بحال أولئك المغمورين في الكفر ، وفنون المعاصي والخطايا ؟ وتعليق مغفرة الخطيئة بيوم الدين ، مع أنها إنما تغفر في الدنيا ، لأن أثرها يومئذ يتبيّن ، ولأن في ذلك تهويلاً له وإشارة إلى وقوع الجزاء فيه ، إن لم تغفر . وبعد أن ذكر عنايته تعالى به من مبدأ خلقه إلى بعثه ، حمله ذلك على مناجاته ، فقال : { رَبِّ هَبْ لِي … } .