Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 27, Ayat: 71-76)

Tafsir: Maḥāsin at-Taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هَـٰذَا ٱلْوَعْدُ } أي : بالعذاب { إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ * قُلْ عَسَىٰ أَن يَكُونَ رَدِفَ لَكُم } أي : لحقكم أو دنا لكم { بَعْضُ ٱلَّذِي تَسْتَعْجِلُونَ } أي : من العذاب ، فحصل لهم القتل ببدر . ولعاب الآخرة أمرّ . قال الزمخشري : و ( عسى ) و ( لعلّ ) و ( سوف ) في وعد الملوك ووعيدهم ، يدل على صدق الأمر وجدّه ، وما لا مجال للشك بعده . وإنما يعنون بذلك إظهار وقارهم ، وأنهم لا يعجلون بالانتقام ، لإدلالهم بقهرهم وغلبتهم ، ووثوقهم أن عدوّهم لا يفوتهم ، وأن الرمزة إلى الأغراض كافية من جهتهم . فعلى ذلك جرى وعد الله ووعيده . انتهى . أي : لأن حقيقة الترجّي محال في حقه تعالى . فهو على هذا استعارة تمثيلية . قاله الشهاب { وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى ٱلنَّاسِ وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَشْكُرُونَ } أي : لذو إفضال وإنعام عليهم ، بتأخير العقوبة وعدم معاجلتهم بها . ولكن أكثرهم لا يعرفون حق النعمة فيه فلا يشكرونه ، بل بجهلهم يستعجلونها { وَإِنَّ رَبَّكَ لَيَعْلَمُ مَا تُكِنُّ صُدُورُهُمْ وَمَا يُعْلِنُونَ } أي : من عداوة رسوله ونصب المكايد له . وهو معاقبهم على ذلك { وَمَا مِنْ غَآئِبَةٍ فِي ٱلسَّمَآءِ وَٱلأَرْضِ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ } أي : وما من خافية فيهما ، إلا وقد علمها الله وأحاط بها وأثبتها في اللوح البيّن ، المثبت فيه مقدوراته تعالى . أو المراد بالكتاب القضاء العدل ، على طريق الاستعارة ، بتشبيهه بالكتاب الجامع للوقائع ، كالسجل { إِنَّ هَـٰذَا ٱلْقُرْآنَ يَقُصُّ عَلَىٰ بَنِيۤ إِسْرَائِيلَ أَكْثَرَ ٱلَّذِي هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ } أي : فهو مصدق لما بين يديه ، ومهيمن عليه . يقص القصص الحق ، ويفصل بين ما اختلفوا فيه بالصدق . فالمعوّل من أنبائهم عليه ، ومردّ ما اختلفوا فيه إليه .