Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 27, Ayat: 90-93)
Tafsir: Maḥāsin at-Taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَمَن جَآءَ بِٱلسَّيِّئَةِ فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ فِي ٱلنَّارِ هَلْ تُجْزَوْنَ إِلاَّ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ } أي : من الشرك والمعاصي { إِنَّمَآ أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ رَبَّ هَذِهِ ٱلْبَلْدَةِ } أي : مكة { ٱلَّذِي حَرَّمَهَا } أي : جعلها حرماً آمناً لا يسفك فيها دم ، ولا يظلم فيها أحد ولا يصاد صيدها ولا يختلى خلاها . وفيه تعريض بجحدهم نعمته تعالى في ذلك ، حيث آمنهم من خوف ، وأجلّهم في أعين القبائل ، ووقاهم من الفتن المنتشرة عند غيرهم ، إجلالاً لهذا البيت . وهم لم يرعوا هذه النعمة بالقيام بواجب شكرها ، من عبادته تعالى وحده ، وسعيهم بالإصلاح { وَلَهُ كُلُّ شَيءٍ } أي : خلقاً وملكا . فهو خالق كل شيء ومليكه { وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ ٱلْمُسْلِمِينَ } أي : ممن أسلم وجهه لله ، لا لغيره . { وَأَنْ أَتْلُوَاْ ٱلْقُرْآنَ } أي : عليكم ، تلاوة الدعوة إلى الإيمان به ، لما اشتمل عليه من سعادة الدارين { فَمَنِ ٱهْتَدَىٰ فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ } أي : فمن اتبع ما فيه من توحيد الله ، ونفى الأنداد عنه ، والدخول في الملة الحنيفية ، واتباع ما أنزل عليّ من الوحي ، فمنفعة اهتدائه راجعة إليه ، لا إليّ . { وَمَن ضَلَّ فَقُلْ إِنَّمَآ أَنَاْ مِنَ ٱلْمُنذِرِينَ } أي : ومن ضل عن الإيمان وأخطأ بزَيْغِهِ طريق الهدى ، ولم يتبعني ، فلا عليّ . وما أنا إلا رسول منذر ، وما على الرسول إلا البلاغ المبين { وَقُلِ ٱلْحَمْدُ للَّهِ } أي : على ما هدانا لهذا الدين ، ومنّ علينا بصراطه المستقيم { سَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ فَتَعْرِفُونَهَا } كقوله تعالى : { سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي ٱلآفَاقِ وَفِيۤ أَنفُسِهِمْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ ٱلْحَقُّ } [ فصلت : 53 ] وقوله : { وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينِ } [ صّ : 88 ] { وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ } أي : من الشرك والتكذيب ونصب المكايد . بل هو شهيد رقيب ، جل جلاله وعظم نواله ، ولا إله غيره .