Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 28, Ayat: 32-35)

Tafsir: Maḥāsin at-Taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ ٱسْلُكْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ } أي : ادخلها فيه { تَخْرُجْ بَيْضَآءَ مِنْ غَيْرِ سُوۤءٍ } أي : عيب { وَٱضْمُمْ إِلَيْكَ جَنَاحَكَ } أي : يدك { مِنَ ٱلرَّهْبِ } أي : الخوف . قرئ بفتحتين ، وضمتين ، وفتح وسكون ، وضم وسكون . قال ابن أسلم وابن جرير : مما حصل لك من خوفك من الحية . قال ابن كثير : والظاهر أن المراد أعم من هذا . وهو أنه أمر عليه السلام ، إذا خاف من شيء ، أن يضم إليه يده ، فإذا فعل ذلك ذهب عنه ما يجده من الخوف . وربما إذا استعمل أحد ذلك ، على سبيل الاقتداء . فوضع يده على فؤاده ، فإنه يزول عنه ما يجد أو يخفّ إن شاء الله تعالى . وبه الثقة . { فَذَانِكَ } إشارة إلى العصا واليد { بُرْهَانَانِ مِن رَّبِّكَ إِلَىٰ فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ إِنَّهُمْ كَانُواْ قَوْماً فَاسِقِينَ * قَالَ رَبِّ إِنِّي قَتَلْتُ مِنْهُمْ نَفْساً فَأَخَافُ أَن يَقْتُلُونِ * وَأَخِي هَارُونُ هُوَ أَفْصَحُ مِنِّي لِسَاناً } أي : فيكون أحسن بياناً . ولا يتحمل ذلك ما لم يكلف بمثل ما كلفت به { فَأَرْسِلْهُ مَعِيَ رِدْءاً } أي : معيناً { يُصَدِّقُنِي } أي : لنشاط قلبي { إِنِّيۤ أَخَافُ أَن يُكَذِّبُونِ } أي : يتفقوا على تكذيبي المؤدي إلى أنواع الأذيات . قال الزمخشري : فإن قلت : تصديق أخيه ، ما الفائدة فيه ؟ قلت : ليس الغرض بتصديقه أن يقول له : صدقت ، أو يقول للناس : صدق موسى ، وإنما هو أن يلخص بلسانه الحق ويبسط القول فيه ويجادل به الكفار ، كما يفعل الرجل المنطيق ذو العارضة . فذلك جار مجرى التصديق المفيد ، كما يصدق القول بالبرهان . ألا ترى إلى قوله : { وَأَخِي هَارُونُ هُوَ أَفْصَحُ مِنِّي لِسَاناً فَأَرْسِلْهُ مَعِيَ } وفضل الفصاحة إنما يحتاج إليه لذلك . لا لقوله صدقت . فإن سحبان وباقلا يستويان فيه . أو يصل جناح كلامه بالبيان حتى يصدقه الذي يخاف تكذيبه . فأسند التصديق إلى هارون لأنه السبب فيه ، إسناداً مجازياً . انتهى . { قَالَ سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ } أي : سنقويك به ونعينك . قال الشهاب : والشد التقوية ، والعضد من اليد معروف . فهو إما كناية تلويحية عن تقويته ، لأن اليد تشد بشدة العضد ، والجملة تشتد بشدة اليد ، ولا مانع من الحقيقة كما توهم . أو استعارة تمثيلية . شبه حال موسى في تقويته بأخيه عليهما السلام بحال اليد في تقويتها بيد شديدة . { وَنَجْعَلُ لَكُمَا سُلْطَاناً } أي : غلبة ومهابة في قلوبهم أو حجة { فَلاَ يَصِلُونَ إِلَيْكُمَا } أي : بإيذاء ، فضلاً عن القتل { بِآيَاتِنَآ } متعلق بمحذوف أي اذهبا بآياتنا . أو بـ { نَجْعَلُ } أي : نسلطكما بها أو بمعنى ( لا يصلون ) أي تمتنعون منهم بها . أو قسم جوابه { لاَ يَصِلُونَ } مقدر . أو صلة لـ { ٱلْغَالِبُونَ } في قوله : { أَنتُمَا وَمَنِ ٱتَّبَعَكُمَا ٱلْغَالِبُونَ } وتقدمه ، إما للفاصلة أو للحصر . أي : الغالبون عليهم ، وإن غلبوكم وغلبوا العالمين قبلكم .