Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 28, Ayat: 5-8)
Tafsir: Maḥāsin at-Taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ } أي : نتفضل { عَلَى ٱلَّذِينَ ٱسْتُضْعِفُواْ فِي ٱلأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً } أي : يقتدى بهم في الدين بعد أن كانوا أتباعا مسخرين { وَنَجْعَلَهُمُ ٱلْوَارِثِينَ } أي : لملك عدوّهم . كما قال تعالى : { وَأَوْرَثْنَا ٱلْقَوْمَ ٱلَّذِينَ كَانُواْ يُسْتَضْعَفُونَ } إلى قوله : { يَعْرِشُونَ } [ الأعراف : 137 ] { وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي ٱلأَرْضِ } أي : بالتصرف فيها تصرف الملوك { وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُمْ } أي : من أولئك المستضعفين { مَّا كَانُواْ يَحْذَرُونَ } أي : من هلاكهم وذهاب ملكهم ، جزاء إفسادهم وعدم إصلاحهم وطغيانهم . { وَأَوْحَيْنَآ إِلَىٰ أُمِّ مُوسَىٰ } أي : إثر ولادته في تلك الشدّة { أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ } أي : من أولئك الدباحين الذين بأيديهم الشفار المرهفة العاملة في تلك الأنفس الزكية { فَأَلْقِيهِ فِي ٱليَمِّ } أي : في البحر ، وهو النيل { وَلاَ تَخَافِي وَلاَ تَحْزَنِيۤ إِنَّا رَآدُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ ٱلْمُرْسَلِينَ * فَٱلْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوّاً وَحَزَناً } أي : في هلاكهم على يديه . قال أبو السعود : واللام لام العاقبة . أبرز مدخولها في معرض العلة ، لالتقاطهم . تشبيها له في الترتب عليه ، بالغرض الحامل عليه { إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا كَانُواْ خَاطِئِينَ } أي : مجرمين فعاقبهم الله بأن ربّى عدوّهم ، ومَنْ هو سبب هلاكهم ، على أيديهم .