Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 29, Ayat: 11-13)
Tafsir: Maḥāsin at-Taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَلَيَعْلَمَنَّ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ } أي : بإخلاصهم { وَلَيَعْلَمَنَّ ٱلْمُنَافِقِينَ } . ثم بين تعالى حمل كفار قريش لمن آمن على الكفر بالاستمالة ، بعد بيان حملهم لهم عليهم بالأذية ، بقوله : { وَقَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لِلَّذِينَ آمَنُواْ ٱتَّبِعُواْ سَبِيلَنَا وَلْنَحْمِلْ خَطَايَاكُمْ } أي : إن كان ذلك خطيئة يؤاخذ عليها بالبعث ، فتبعتها علينا وفي رقابنا . قال ابن كثير : كما يقول القائل : افعل كذا وخطيئتك في رقبتي . قال الله تعالى تكذيباً لهم : { وَمَا هُمْ بِحَامِلِينَ مِنْ خَطَايَاهُمْ مِّن شَيْءٍ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ * وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقَالَهُمْ } وهي أوزار أنفسهم : { وَأَثْقَالاً مَّعَ أَثْقَالِهِمْ } أي : وأوزاراً أخر مع أوزار أنفسهم . يعني أوزار الإضلال والحمل على الكفر والصدْ عن سبيل الله . كما قال تعالى : { لِيَحْمِلُواْ أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ ٱلَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ } [ النحل : 25 ] و في الصحيح : " من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من اتبعه إلى يوم القيامة من غير أن ينقص من أجورهم شيئاً . ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من اتبعه إلى يوم القيامة ، من غير أن ينقص من آثامهم شيئاً " . { وَلَيُسْأَلُنَّ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ عَمَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ } أي : من الأكاذيب والأباطيل . ثم بين تعالى افتتان الأنبياء بأذية أممهم ، إثر بيان افتتان المؤمنين بأذية الكفار ، تأكيداً للإنكار على الذين يحسبون أن يتركوا بمجرد الإيمان بلا ابتلاء ، وحثاً لهم على الصبر تأسيا بالأنبياء ، فقال سبحانه : { وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحاً … } .