Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 29, Ayat: 14-19)

Tafsir: Maḥāsin at-Taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحاً إِلَىٰ قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلاَّ خَمْسِينَ عَاماً فَأَخَذَهُمُ ٱلطُّوفَانُ وَهُمْ ظَالِمُونَ * فأَنْجَيْناهُ وأَصْحَابَ ٱلسَّفِينَةِ وَجَعَلْنَاهَآ آيَةً } أي : هذه الحادثة الهائلة موعظة { لِّلْعَالَمِينَ * وَإِبْرَاهِيمَ إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ ٱعْبُدُواْ ٱللَّهَ وَٱتَّقُوهُ ذٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ * إِنَّمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ أَوْثَاناً وَتَخْلُقُونَ إِفْكاً } أي : كذباً ، في تسميتها آلهة وشركاء لله ، وشفعاء إليه { إِنَّ ٱلَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ لاَ يَمْلِكُونَ لَكُمْ رِزْقاً فَٱبْتَغُواْ عِندَ ٱللَّهِ ٱلرِّزْقَ وَٱعْبُدُوهُ وَٱشْكُرُواْ لَهُ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ * وَإِن تُكَذِّبُواْ فَقَدْ كَذَّبَ أُمَمٌ مِّن قَبْلِكُمْ وَمَا عَلَى ٱلرَّسُولِ إِلاَّ ٱلْبَلاَغُ ٱلْمُبِينُ } أي : التبليغ الذي يزيل كل لبس وما عليه أن يصدقه قومه . { أَوَلَمْ يَرَوْاْ كَيْفَ يُبْدِئُ ٱللَّهُ ٱلْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ } إرشاد إلى إثبات المعاد الذي ينكرونه مع وضوح دليله ، وذلك بما يشاهدونه في أنفسهم من خلق الله إياهم بعد أن لم يكونوا شيئاً مذكوراً ، ثم وجدوا وصاروا أناساً سامعين مبصرين . فالذي بدأ هذا ، قادر على إعادته . فإنه سهل عليه ، يسير لديه . فقوله تعالى : { ثُمَّ يُعِيدُهُ } عطف على { أَوَلَمْ يَرَوْاْ } لا على { يُبْدِئُ } لعدم وقوع الرؤية عليه . فهو إخبار بأنه تعالى يعيد الخلق قياساً على الابتداء . وقد جوز العطف على { يُبْدِئُ } بتأويل " الإبداء " بإبداء ما يشاهده ، كالنبات وأوراق الأشجار وغيرهما . والإعادة بإنشائه تعالى كل سنة ، مثل ما أنشأه في السنة السابقة من النبات والثمار وغيرهما . فإن ذلك مما يستدل به على صحة البعث ووقوعه من غير ريب . فيصحّ حينئذ العطف . قال الشهاب : لكنه غير ملاق لما وقع في غير هذه الآية . قال : وبهذا التقرير سقط ما قيل : إن أريد بالرؤية العلم فكلاهما معلوم . وإن أريد الإبصار فهما غير مرئيين . مع أنه يجوز أن يجعل ما أخبر به الله تعالى لتحققه ، كأنه مشاهد { إِنَّ ذٰلِكَ } أي : ما ذكره ، وهو الإعادة { عَلَى ٱللَّهِ يَسِيرٌ } .