Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 3, Ayat: 158-158)

Tafsir: Maḥāsin at-Taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَلَئِنْ مُّتُّمْ أَوْ قُتِلْتُمْ } على أي : وجه كان حسب القضاء السابق { لإِلَى ٱلله } أي : الذي هو متوفيكم لا غيره { تُحْشَرُونَ } فيجزيكم بأعمالكم . لطائف الأولى : أطال نحاة المفسرين في قوله تعالى : { وَقَالُواْ لإِخْوَانِهِمْ إِذَا ضَرَبُواْ } [ آل عمران : 156 ] الخ . من الوجوه النحوية في إذا هنا ، وإنه ربما يتبادر أن الموقع لـ ( إذ ) لا لها حيث إن متعلقها وهو قالوا ماض . و { إِذَا } ظرف لما يستقبل . فمن قائل بأن إذا لحكاية الحال الماضية ، ومن قائل بأنها للاستمرار . وقيل : إن كفروا و قالوا مراد بهما المستقبل . وفي كلٍّ مناقشات وتعسفات . والحق أنها تكون للمضيّ أيضاً . قال المجد الفيروزباديّ : وتجيء إذا للماضي كقوله تعالى : { وَإِذَا رَأَوْاْ تِجَارَةً أَوْ لَهْواً ٱنفَضُّوۤاْ إِلَيْهَا … } [ الجمعة : 11 ] . فلا إشكال . ونقل الرازيّ عن قطرب : إن كلمة ( إذ ) و ( إذا ) يجوز إقامة كل واحدة منهما مقام الأخرى . قال الرازيّ : وهذا الذي قال قطرب كلام حسن ، وذلك لأنا إذا جوزنا إثبات اللغة بشعر مجهول منقول عن قائل مجهول . فَلأَن يجوز إثباتها بالقرآن العظيم أولى . ثم قال : وكثيرا أرى النحويين يتحيرون في تقرير الألفاظ الواردة في القرآن . فإذا استشهدوا في تقريره ببيت مجهول فرحوا به ، وأنا شديد التعجب منهم . فإنهم إذا جعلوا ورود ذلك البيت المجهول على وفقه دليلا على صحته ، فلأن يجعلوا ورود القرآن به دليلا على صحته كان أولى . انتهى . الثانية : المجهول على ضم الميم في قوله تعالى : { أَوْ مُتُّمْ } [ آل عمران : 157 ] . وهو الأصل لأن الفعل منه يموت . ويقرأ بالكسر وهو لغة طائية . يقال مات يمات مثل خاف يخاف فكما تقول خفت تقول : مِت . الثالثة : قدم القتل على الموت في الأولى لأنه أكثر ثواباً وأعظم عند الله . فترتيبُ المغفرة والرحمة عليه أقوى . وقدم الموت في الثانية لأنه أكثر . وهما مستويان في الحشر .