Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 3, Ayat: 49-49)

Tafsir: Maḥāsin at-Taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَرَسُولاً إِلَىٰ بَنِيۤ إِسْرَائِيلَ } منصوب بمضمر يقود إليه المعنى ، معطوف على { يُعَلِّمُهُ } أي : ويجعله رسولاً إلى جميع الإسرائيليين . وقيل : معطوف على الأحوال السابقة { أَنِّي قَدْ جِئْتُكُمْ } معمول لـ { رَسُولاً } لما فيه من معنى النطق . أي : رسولاً ناطقاً بأني قد جئتكم { بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ } التنوين للتفخيم دون الوحدة لظهور تعددها ، والجار متعلق بمحذوف وقع حالاً أي : متلبسا ومحتجا بآية { أَنِيۤ أَخْلُقُ لَكُمْ مِّنَ ٱلطِّينِ كَهَيْئَةِ ٱلطَّيْرِ فَأَنفُخُ فِيهِ } الضمير للكاف أي : في ذلك الشيء المماثل لهيأة الطير { فَيَكُونُ طَيْراً } حقيقياً ذا حياة { بِإِذْنِ ٱللَّهِ } أي : أمره ، لا باستقلال مني . { وَأُبْرِىءُ ٱلأَكْمَهَ } الذي ولد أعمى { وٱلأَبْرَصَ } المبتلى بالبرص وهو بياض يظهر في البشرة لفساد مزاج . وفي الإكليل : هذه الآية أصل لما يقوله الأطباء : إن الأكمه الذي ولد أعمى ، والأبرص لا يمكن برؤهما كإحياء الموتى { وَأُحْيِ ٱلْمَوْتَىٰ بِإِذْنِ ٱللَّهِ } لا باستقلال مني . نفياً لتوهم الألوهية ، فهذه معجزات قاهرة فعلية { وَأُنَبِّئُكُمْ } أي : أخبركم { بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ } مما لم أعاينه { إِنَّ فِي ذٰلِكَ لآيَةً } أي : دلالة { لَّكُمْ } على صدقي في دعوى الرسالة { إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ } مصدقين بآيات الله . وقد ذكر في الإنجيل أنه عليه السلام ردّ بصر أعميين في كفر ناحوم ، وأعمى في بيت صيدا ، ورجل ولد أعمى في أورشليم ، وشفى عشرة مصابين بالبرص في السامرة ، وأبرأ أبرص في كفر ناحوم ، وأقام ابن الأرملة من الموت في بلدة نايين ، وأحيا ابنة جيروس في كفر ناحوم ، والعازر في بيت عيناء .