Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 30, Ayat: 13-18)

Tafsir: Maḥāsin at-Taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَلَمْ يَكُن لَّهُمْ مِّن شُرَكَآئِهِمْ شُفَعَاءُ } أي : يجيرونهم من عذاب الله كما كانوا يزعمون { وَكَانُواْ بِشُرَكَآئِهِمْ كَافِرِينَ } أي : بإلهيتهم وشركتهم لله تعالى ، حيث وقفوا على كنه أمرهم { وَيَوْمَ تَقُومُ ٱلسَّاعَةُ يَوْمَئِذٍ يَتَفَرَّقُونَ } أي : يتميز المؤمنون والكافرون في المحالّ والأحوال { فَأَمَّا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ فَهُمْ فِي رَوْضَةٍ يُحْبَرُونَ } أي : يسرّون { وَأَمَّا ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَكَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا وَلِقَآءِ ٱلآخِرَةِ فَأُوْلَـٰئِكَ فِي ٱلْعَذَابِ مُحْضَرُونَ } أي : لا يغيبون عنه ولا يخفف عنهم { فَسُبْحَانَ ٱللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ * وَلَهُ ٱلْحَمْدُ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ وَعَشِيّاً وَحِينَ تُظْهِرُونَ } لما ذكر الوعد والوعيد ، تأثره بما هو وسيلة للفوز والنجاة من تنزيهه تعالى عما لا يليق به ، والثناء عليه بصفاته الجميلة ، وأداء حق العبودية . و ( الفاء ) للتفريع فكأنه قيل : إذا صحّ واتضح عاقبة المطيعين والعاصين ، فقولوا : نسبح سبحان الخ . والمعنى فسبحوه تسبيحاً دائماً . و { سُبْحَانَ } خبر في معنى الأمر بتنزيه الله تعالى وحمده . أي : الثناء عليه في هذه الأوقات التي تظهر فيها قدرته ، وتتجدد فيها نعمته . وقوله تعالى : { وَعَشِيّاً } معطوف على ( حين ) وتقديمه على { وَحِينَ تُظْهِرُونَ } لمراعاة الفواصل . وقوله : { وَلَهُ ٱلْحَمْدُ } معترض بينهما والمراد بثبوت حمده فيهما استحقاقه الحمد ممن له تمييز من أهلها . قال أبو السعود : والإخبار . بثبوت الحمد له ووجوبه على المميزين من أهل السماوات والأرض ، في معنى الأمر به على أبلغ وجه وآكده . وتوسيطه بين أوقات التسبيح ، للاعتناء بشأنه ، والإشعار بأن حقهما أن يجمع بينهما . كما ينبئ عنه قوله تعالى : { وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ } [ البقرة : 30 ] وقوله تعالى : { فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ } [ الحجر : 98 ] وقد روى عن ابن عباس رضي الله عنهما ؛ أن الآية جامعة للصلوات الخمس : { تُمْسُونَ } صلاة المغرب والعشاء . و { تُصْبِحُونَ } صلاة الفجر . و { عَشِيّاً } صلاة العصر و { تُظْهِرُونَ } صلاة الظهر . فإن قيل : لم غيَّر الأسلوب في { عَشِيّاً } ؟ أجيب ( كما قال أبو السعود ) : بأن تغير الأسلوب لما أنه لا يجيء منه الفعل بمعنى الدخول في العشيّ . كالمساء والصباح والظهيرة . ولعل السرّ في ذلك أنه ليس من الأوقات التي تختلف فيها أحوال الناس ، وتتغير تغيرا ظاهرا مصححا لوصفهم بالخروج عما قبلها ، والدخول فيها ، كالأوقات المذكورة . فإن كلا منها وقت تتغير فيه الأحوال تغيرا ظاهرا . أما في المساء والصباح فظاهر . وأما في الظهيرة فلأنها وقت يعتاد فيه التجرد عن الثياب للقيلولة . كما مرّ في سورة النور . انتهى .