Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 30, Ayat: 19-21)
Tafsir: Maḥāsin at-Taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ يُخْرِجُ ٱلْحَيَّ مِنَ ٱلْمَيِّتِ } أي : كالإنسان من النطفة ، والطائر من البيضة { وَيُخْرِجُ ٱلْمَيِّتَ مِنَ ٱلْحَيِّ } كالنطفة والبيضة من الحيوان { وَيُحْي ٱلأَرْضَ } أي : بالنبات { بَعْدَ مَوْتِهَا } أي : يبسها { وَكَذَلِكَ } أي : ومثل ذلك الإخراج { تُخْرَجُونَ } أي : من قبوركم . وقال المهايميّ : أي : بالصلاة عن موت القلب إلى حياته ، ومن حياة النفس إلى موتها . ويحيى أرضها بنبات الهيئات الفاضلة ، بعد موتها بالهيئات الرديئة . وبالعكس بتركها . ا . هـ . وآثر هذا المعنى ، على بعده ، مراعاة لسياق الآية ، ومن طريق الإشارة { وَمِنْ آيَاتِهِ } أي : الباهرة الدالة على قدرته على البعث { أَنْ خَلَقَكُمْ مِّن تُرَابٍ } أي : يعني أصلكم آدم عليه السلام . أو النطفة والمادة . أو على تقدير مضاف . أي ولا مناسبة بين التراب وبين ما أنتم عليه في ذاتكم وصفاتكم { ثُمَّ إِذَآ أَنتُمْ بَشَرٌ تَنتَشِرُونَ } أي : في الأرض انتشارا ملأ البسيطة وشمل الكرة . فأخذتم في بناء المدائن والحصون ، والسفر في أقطار الأقاليم ، وركوب متن البحار ، والدوران حول كرة الأرض ، وكسب الأموال وجمعها ، مع فكرة ودهاء ، ومكر وعلم ، واتساع في أمور الدنيا والآخرة . كل بحسبه . فسبحان من خلقهم وسيّرهم ، وصرفهم في فنون المعايش وفاوت بينهم في العلوم والمعارف ، والحسن والقبح ، والغنى والفقر ، والسعادة والشقاوة . { وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ } أي : جنسكم { أَزْوَاجاً لِّتَسْكُنُوۤاْ إِلَيْهَا } أي : تأنسوا بها . فإن المجانسة من دواعي التضامّ والتعارف { وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً } أي : تواداً وتراحما بعصمة الزواج ، بعد أن لم يكن لقاء ولا سبب يوجب التعاطف من قرابة أو رحم { إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ } أي : في بدائع هذه الأفاعيل المتينة المبنية على الحكم البالغة .