Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 30, Ayat: 48-50)
Tafsir: Maḥāsin at-Taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ ٱللَّهُ ٱلَّذِي يُرْسِلُ ٱلرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَاباً فَيَبْسُطُهُ فِي ٱلسَّمَآءِ كَيْفَ يَشَآءُ } إما سائراً وواقفاً ، مطبقاً وغير مطبق ، من جانب دون جانب ، إلى غير ذلك { وَيَجْعَلُهُ كِسَفاً } أي : قطعاً تارة أخرى { فَتَرَى ٱلْوَدْقَ } أي : المطر { يَخْرُجُ مِنْ خِلاَلِهِ فَإِذَآ أَصَابَ بِهِ مَن يَشَآءُ مِنْ عِبَادِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ * وَإِن كَانُواْ مِن قَبْلِ أَن يُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ } أي : المطر { مِّن قَبْلِهِ لَمُبْلِسِينَ } أي : لآيسين . قال الزمخشري : من قبله ، من باب التكرير والتوكيد ، كقوله تعالى : { فَكَانَ عَاقِبَتَهُمَآ أَنَّهُمَا فِي ٱلنَّارِ خَالِدِينَ فِيهَا } [ الحشر : 17 ] معنى التوكيد فيه ، الدلالة على أن عهدهم بالمطر قد تطاول وبعد ، فاستحكم يأسهم وتمادى إبلاسهم . فكان الاستبشار على قدر اغتمامهم بذلك . انتهى . وعكسه ابن عطية رحمه الله فقال : إنه يدل على سرعة تقلب القلوب البشرية من الإبلاس إلى الاستبشار . قال الشهاب : وما ذكره ابن عطية أقرب . لأن المتبادر من القبلية الاتصال . وتأكيده دال على شدة اتصاله { فَٱنظُرْ إِلَىٰ آثَارِ رَحْمَتِ ٱللَّهِ } أي : أثر الغيث من النبات والأشجار والحبوب والثمار { كَيْفَ يُحْيِ ٱلأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَآ إِنَّ ذَلِكَ } أي : العظيم الشأن الذي ذكر بعض شؤونه { لَمُحْيِ ٱلْمَوْتَىٰ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } .