Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 30, Ayat: 51-53)
Tafsir: Maḥāsin at-Taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَلَئِنْ أَرْسَلْنَا رِيحاً } على الزرع { فَرَأَوْهُ مُصْفَرّاً } أي : من تاثيرها فيه { لَّظَلُّواْ مِن بَعْدِهِ يَكْفُرُونَ } أي : من بعد اصفراره يجحدون ما تقدم إليهم من النعم ، أو يقنطون ولا يصبرون على بلائه . وفيه من ذمهم وعدم تدبرهم وسرعة تزلزلهم لعدم تفكرهم وسوء رأيهم - ما لا يخفى . ثم أشار تعالى إلى أن من أنكر قدرته على إحياء الزرع بعد اصفراره ، وقد رأى قدرته على إحياء الأرض بعد موتها ، فهو ميت لا يمكن إسماعه خبر إحياء الموتى ، بقوله سبحانه { فَإِنَّكَ لاَ تُسْمِعُ ٱلْمَوْتَىٰ } أي : لما أن هؤلاء مثلهم ، لانسداد مشاعرهم عن الحق { وَلاَ تُسْمِعُ ٱلصُّمَّ ٱلدُّعَآءَ إِذَا وَلَّوْاْ مُدْبِرِينَ } قال أبو السعود : تقييد الحكم بما ذكر ، لبيان كمال سوء حال الكفرة والتنبيه على أنهم جامعون لخصلتي السوء ، نبوّ أسماعهم عن الحق ، وإعراضهم عن الإصغاء إليه . ولو كان فيهم إحداهما ، لكفاهم ذلك . فكيف وقد جمعوهما ؟ { وَمَآ أَنتَ بِهَادِ ٱلْعُمْيِ عَن ضَلاَلَتِهِمْ إِن تُسْمِعُ } أي : ما تسمع { إِلاَّ مَن يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا فَهُمْ مُّسْلِمُونَ } أي : منقادون لما تأمرهم به من الحق . تنبيه قال ابن كثير : وقد استدلت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها بهذه الآية { فَإِنَّكَ لاَ تُسْمِعُ ٱلْمَوْتَىٰ } [ الروم : 52 ] على توهيم عبد الله بن عمر في رواية مخاطبة النبيّ صلى الله عليه وسلم القتلى الذين ألقوا في قليب بدر ، بعد ثلاثة أيام ، ومعاتبته إياهم وتقريعه لهم . حتى قال له عمر : يا رسول الله ! ما تخاطب من قوم قد جيّفوا ؟ فقال : " والذي نفسي بيده ! ما أنتم بأسمع لما أقول ، منهم . ولكن لا يجيبون " وتأولته عائشة على أنه قال : إنهم الآن يعلمون أن ما كنت أقول لهم حق . وقال قتادة : أحياهم الله له حتى سمعوا مقالته ، تقريعاً وتوبيخاً ونقمة . ثم قال ابن كثير : والصحيح عند العلماء رواية عبد الله بن عمر ، لما لها من الشواهد على صحتها من وجوه كثيرة . من أشهر ذلك ، ما رواه ابن عبد البر مصححا له عن ابن عباس مرفوعا : " ما من أحد يمر بقبر أخيه المسلم ، كان يعرفه في الدنيا ، فيسلّم عليه إلا ردّ الله عليه روحه حتى يرد عليه السلام " انتهى . وقال ابن الهمام : أكثر مشايخنا على أن الميت لا يسمع استدلالاً بهذه الآية ونحوها . ولذا لم يقولوا : بتلقين القبر . وقالوا : لو حلف لا يكلم فلانا ، فكلمه ميتاً لا يحنث . وأورد عليهم قوله صلى الله عليه وسلم في أهل القليب " ما أنتم بأسمع منهم " وأجيب تارة بأنه روي عن عائشة رضي الله عنها أنها أنكرته . وأخرى بأنه من خصوصياته صلى الله عليه وسلم معجزة له . أو أنه تمثيل . كما روي عن علي كرم الله وجهه . وأورد عليه ما في مسلم من أن الميت يسمع قرع نعالهم إذا انصرفوا . إلا أن يخص بأول الوضع في القبر ، مقدمة للسؤال ، جمعاً بينه وبين ما في القرآن . نقله الشهاب .